بخطوات حذرة ومتدرجة، بدأت الولايات المتحدة في التعامل مع ملف الحكومة السورية الجديدة، معلقة أي خطوات أكبر على عاملين رئيسيين: تولي إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب مقاليد الحكم، ومدى تقدم الحكومة السورية في ملفات محددة، من بينها احترام حقوق المرأة.


كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن ستعلن اليوم الإثنين عن تخفيف للقيود على المساعدات الإنسانية إلى سوريا، بهدف تسريع إيصال الإمدادات الأساسية، دون رفع القيود المفروضة على المساعدات الأخرى المقدمة للحكومة في دمشق.

وأوضحت الصحيفة، نقلاً عن مسؤولين، أن هذه الخطوة، التي حظيت بموافقة الإدارة الأمريكية في مطلع الأسبوع، تخول وزارة الخزانة إصدار إعفاءات لمنظمات الإغاثة والشركات التي توفر الاحتياجات الأساسية كالمياه والكهرباء وغيرها من الإمدادات الإنسانية.

ويعكس هذا القرار حذر البيت الأبيض من رفع العقوبات الشاملة المفروضة على سوريا، إلى حين اتضاح التوجه الذي ستتبعه القيادة الجديدة، المنبثقة من جماعة تصنفها الولايات المتحدة "منظمة إرهابية"، بحسب الصحيفة.

"إعفاء مؤقت" بشروط

أفاد مسؤولون أمريكيون بأن الإعفاء، المتاح مبدئيًا لمدة ستة أشهر، سيعفي موردي المساعدات من الحاجة إلى الحصول على تصريح لكل حالة على حدة، ولكنه مشروط بعدم إساءة استخدام سوريا لهذه الإمدادات.

وبحسب "وول ستريت جورنال"، تتردد الولايات المتحدة في اتخاذ قرار بشأن رفع العقوبات المفروضة خلال الحرب الأهلية المستمرة منذ 13 عامًا في سوريا، وتسعى للحصول على ضمانات بأن دمشق ستلتزم بوعودها بحماية حقوق المرأة والأقليات الدينية والعرقية في البلاد.

وتسعى الحكومة السورية الجديدة إلى الحصول على اعتراف دولي لإضفاء الشرعية عليها، خاصة بعد إعلان هيئة تحرير الشام، التي تقود هذه الحكومة، قطع علاقاتها مع تنظيم القاعدة منذ سنوات، ومحاولتها الظهور بمظهر أكثر اعتدالاً.

ومع تبقي أسبوعين فقط على انتهاء ولاية جو بايدن، من المرجح أن تُترك القرارات المتعلقة بالعقوبات ومسألة الاعتراف بالحكومة للرئيس المنتخب دونالد ترامب.

لقاءات وزيارات

يُذكر أن مسؤولين أمريكيين من المستوى المتوسط قد التقوا في دمشق مع قادة من "هيئة تحرير الشام"، كما زار وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو ووزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك دمشق يوم الجمعة الماضي.

وبعد لقائها مع قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، أكدت بيربوك على ضرورة إشراك النساء والأكراد في المرحلة الانتقالية في البلاد، وحذرت من استخدام الأموال الأوروبية في "الهياكل الإسلامية الجديدة".

كما أشارت إلى أنه من السابق لأوانه أن ترفع الدول الأوروبية العقوبات المفروضة على سوريا، لكنها قالت إن "الأسابيع القليلة الماضية أظهرت مدى الأمل في سوريا بأن المستقبل سيكون للحرية".


المصدر : وكالات