في خضم الحراك السياسي المكثف الذي يشهده لبنان في هذه المرحلة، تتجه الأنظار إلى جلسة انتخاب رئيس الجمهورية المرتقبة، والتي يُنتظر أن تكون حاسمة في رسم ملامح المرحلة المقبلة. وبين التجاذبات الداخلية والتدخلات الدولية، تتسارع المشاورات واللقاءات لتحديد هوية الرئيس الجديد، وسط شروط وتطلعات محلية وإقليمية ودولية، تُلقي بثقلها على هذا الاستحقاق المصيري. فهل سينجح اللبنانيون في التوافق على رئيس يلبي طموحات الداخل والخارج، أم ستبقى البلاد أسيرة التجاذبات والانقسامات؟


من المتوقع أن يكون اليوم حاسماً لمصير جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، وسط لقاءات واتصالات مكثفة تهدف إلى تحديد مسار هذا الاستحقاق. وتشير المعطيات إلى أن الجلسة قد تكون حاسمة بانتخاب رئيس جديد، يُرجح أن يتحدد اسمه قبل دخول النواب إلى البرلمان. وتشمل قائمة المرشحين المحتملين: قائد الجيش العماد جوزف عون، الوزير السابق جهاد أزعور، المدير العام للأمن العام بالوكالة اللواء إلياس البيسري، والمصرفي سمير عساف، وفقاً لمصدر نيابي مطّلع.

تصريحات هوكشتاين: الثقة بقائد الجيش ولكن القرار للبنانيين

أكدت مصادر نيابية شاركت في لقاء مع الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، أنه أشار إلى ثقته بقائد الجيش العماد جوزف عون ونجاح التعاون معه. لكنه شدد على أن اللبنانيين أحرار في اختيار الرئيس، وأن واشنطن ستقرر لاحقاً موقفها من دعم لبنان واستثماراتها فيه بناءً على هذا الخيار. وأوضح هوكشتاين أن هناك بدائل استثمارية للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، مما يعكس أهمية اختيار رئيس يتمتع بالمواصفات الدولية المطلوبة.

احتمالات جلسة الخميس

تبدو جلسة الخميس غامضة ومفتوحة على كل السيناريوهات، بحسب مصادر نيابية. إذ تشير التوقعات إلى صعوبة انتخاب الرئيس في الدورة الأولى، إلا إذا تم التوافق المفاجئ على اسم معين. وتلفت المصادر إلى أن إتمام الانتخاب في الدورات اللاحقة بأكثرية 65 صوتاً قد يحمل تداعيات سياسية غير متوقعة في المرحلة التالية.

الدعم الدولي وأهمية المواصفات

واصل هوكشتاين لقاءاته في بيروت، حيث التقى عدداً من النواب خلال إفطار دعا إليه النائب فؤاد مخزومي، بحضور السفيرة الأميركية ليزا جونسون وممثلين عن معظم الكتل النيابية. وأكد هوكشتاين التزام واشنطن بدعم لبنان وجيشه، مشدداً على ضرورة التزام الرئيس المقبل باتفاق الطائف والإصلاحات الضرورية، معتبراً أن البلاد أمام فرصة ذهبية لتحقيق التقدم.

وفيما بدا تأييداً ضمنياً للعماد جوزف عون، أوضح هوكشتاين أن مواصفات الرئيس المطلوبة ليست حكراً عليه، مشيراً إلى وجود خيارات أخرى محتملة.


المصدر : وكالات