أكثر من سنتين وشهرين والشغور الرئاسي لا يزال يسيطر على لبنان بفعل تعطيل مستمر من قبل الثنائي الشيعي الذي يحاول مرارًا وتكرارًا الاستمرار بالتحكم والسيطرة بواقع البلد ومكوناته وعلى كافة المستويات.


وبعد الخسارة الكبيرة الذي تعرض لها "حزب الله" نتيجة الحرب الأخيرة، والتطورات والمتغيرات التي رافقت هزيمته في سوريا، باتت إيران تسعى اليوم بكل ما أوتيت من قوة لاستمرار الفراغ الرئاسي على حاله، باعتبار أنه في حال وصول رئيس إلى قصر بعبدا لا يخدم مصالحها ومصالح ذراعها في لبنان، فإنها ستخسر بطبيعة الحال ورقتها فيه بشكل نهائي، وهذا الأمر سيشكل بالنسبة لها هزيمة مدوية، خاصةً أنه من المعروف أنها وخلال سنوات طوال دفعت الغالي والنفيس لبناء قاعدة استراتيجية أساسية في كل لبنان وسوريا حيث استثمرت أكثر من ٨٠ مليار دولار فيهما لدعم "حزب الله" والنظام السوري.

لذلك فهي ترى أنه من الصعب جدًا عليها خسارتهما في ليلة وضحاها، باعتبار أن سقوط نظام الأسد بشكل مفاجئ وضعها في موقف حرج وضعيف، باعتبار أن الكلفة الكبيرة التي دُفعت أتت على حساب شعبها واقتصادها، لذلك فهي تعتبر أن استمرار الشغور في الموقع الأول بالدولة اللبنانية سيسمح لها ربما بالاستمرار بتمتعها بنفوذ في المنطقة، مع استمرار "حزب الله" بالسيطرة على مواقع ومراكز أساسية في الدولة اللبنانية والهيمنة عليها، ومن الواضح أن ايران تعلم مسبقا أن أي رئيس قوي سيادي سيصل إلى قصر بعبدا، ستكون من أولوياته ومهامه الأساسية والرئيسية تطبيق اتفاق الطائف وتنفيذ الاتفاقات الدولية التي لا ولن تخدم مصالحها بأي شكل من الأشكال.

من هنا، وعشية جلسة الانتخاب المقررة غدًا تستمر إيران بالضغط على حلفائها لتعطيل هذه الجلسة بطريقة غير مباشرة، وهي تعمل منذ فترة على محاولة قبض الثمن غاليًا على حساب لبنان وشعبه، لا سيما أن الفترة المتبقية لوصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بدأت تضيق يومًا بعد يوم، وهذا يؤكد أن إيران أصبحت حاليًا في موقع ضعيف جدًا، لذلك فهي تحاول استغلال الساعات الأخيرة قبل موعد الجلسة للضغط على "الثنائي الشيعي" لتعطيل وصول رئيس للجمهورية، وبالتالي تسعى من جديد لخلط الأوراق للمحافظة ربما على الحد الأدنى من ماء الوجه بالنسبة لها.


المصدر : Transparency News