أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن "ما يجمع لبنان وسوريا من روابط تاريخية وحسن جوار وعلاقات وطيدة ندّية بين الشعبين هو الاساس الذي يحكم طبيعة التعاون القائم او المطلوب بين البلدين على الصعد كافة".


وشدد على أنه "بات ملحا اليوم، لمصلحة البلدين معا، معالجة ملف النازحين السوريين في لبنان، خصوصا وان هذا الملف يضغط منذ سنوات بشكل كبير على لبنان برمته".

واشار الى "ضرورة تعزيز الاجراءات المتبادلة والمشتركة على الحدود  لحماية امن البلدين وسيادتهما ومنع  اي اعمال تسيء اليهما والى امنهما واستقرارهما".

وشدد على أن "هناك امورا على الحدود يجب ضبطها بشكل كامل، وخصوصا في النقاط الحدودية غير الشرعية لوقف اي عمليات تهريب بين لبنان وسوريا، وسنتعاون في هذا الصدد من دون ان يعني دلك اننا لن نتابع موضوع ترسيم الحدود، وستكون هناك لجنة مشتركة لبنانية- سورية للقيام بعملية ترسيم الحدود".

بدوره قال قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع: "نرجو من الشعب اللبناني ان يصرف عن نفسه ذهنية العلاقة السورية السابقة في لبنان، وما تبعها من علاقات سلبية ادت الى ضرر على مستوى الشعبين اللبناني والسوري، ونعطي فرصة لانفسنا وللشعبين اللبناني والسوري ايضا، لان نبني  علاقة ايجابية مبنية على احترام الدولتين وعلى سيادة لبنان وسوريا".

وشدد على أن "سوريا ستقف على مسافة واحدة من الجميع في لبنان، ونحن نحاول ان نعالج كل المشكلات والتفاصيل من خلال التشاور والحوار". 

واكد أن "الاولوية في الوقت الحاضر في سوريا هي للوضع الداخلي وحالة الامن وحصر السلاح بيد الدولة ومن ثم طمأنة الدول المجاورة".

وكان رئيس الحكومة زار سوريا اليوم، على رأس وفد، حيث اجرى محادثات مع قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع في قصر الشعب في دمشق.

وعقد الرئيس ميقاتي والسيد الشرع خلوة تلت محادثات موسّعة، شارك فيها عن الجانب اللبناني وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، المدير العام للامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري، مدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي، ونائب المدير العام لامن الدولة العميد حسن شقير.

كما شارك عن الجانب السوري وزير الخارجية اسعد شيباني ورئيس الاستخبارات انس خطاب ومدير مكتب الشرع علي كده.
وقد  استكملت المباحثات الى مأدبة غداء اقامها الشرع تكريما للرئيس ميقاتي والوفد المرافق.

مؤتمر صحافي 
وعقد الرئيس ميقاتي والسيد الشرع مؤتمرا صحافيا مشتركا في ختام المحادثات، فقال السيد الشرع: "بداية نرحب بدولة الرئيس نجيب ميقاتي في دمشق، ونبارك كذلك لفخامة الرئيس جوزاف عون على تسلمه الرئاسة حديثا، ونسأل الله له التوفيق في الايام المقبلة. تحدثنا مع دولة الرئيس عن مسائل متعددة تحكم العلاقة بين سوريا ولبنان وتؤسس لمرحلة جديدة من تاريخ العلاقة بين سوريا ولبنان. ونرجو من الشعب اللبناني ان يصرف عن نفسه ذهنية العلاقة السورية السابقة في لبنان وما تبعها من علاقات سلبية ادت الى ضرر على مستوى الشعبين اللبناني والسوري، ونعطي فرصة لانفسنا وللشعبين اللبناني والسوري ايضا، لان نبني علاقة ايجابية مبنية على احترام الدولتين وعلى سيادة لبنان وسوريا، ان شاء الله سنقف على مسافة واحدة من الجميع هناك ونحاول ان نعالج كل المشكلات والتفاصيل من خلال التشاور والحوار". 

أضاف:" تحدثنا ودولة الرئيس عن النمو الاقتصادي المرتقب، الذي ينبغي ان يكون في دمشق واثر ذلك على لبنان في الايام المقبلة. كما تحدثنا عن بعض المشاكل العالقة على الحدود اللبنانية، مثل مسائل التهريب والودائع السورية في البنوك اللبنانية ايضا. واتفقنا على ان نكون هناك لجان مختصة، لكي تقوم بدراسة هذا الوضع بشكل مفصل. كما نجدد الترحيب بدولة الرئيس والوفد  المرافق".

الرئيس ميقاتي
وقال الرئيس ميقاتي:" سعدت جدا اليوم انا والوفد المرافق بزيارة دمشق، هذه المدينة العريقة، حيث عقدنا اجتماعا مع قائد الإدارة السورية الجديدة السيد أحمد الشرع، وبحثنا مطولا في العلاقات بين بلدينا والتحديات الراهنة التي تواجه المنطقة.
بداية، عبرنا للسيد الشرع عن تمنياتنا لسوريا وشعبها بالسلام والاستقرار بعد سنوات شهدت حروبا طويلة، وتمنينا ان تحمل المرحلة المقبلة كل ما يتطلع اليه الشعب السوري الشقيق. واكدنا أن ما يجمع بلدينا من روابط تاريخية وحسن جوار وعلاقات وطيدة ندّية بين الشعبين هو الاساس الذي يحكم طبيعة التعاون القائم او المطلوب بين البلدين على الصعد كافة".

أضاف:" ان سوريا هي البوابة الطبيعية للبنان الى العالم العربي، وطالما هي بخير فان لبنان بخير. ومن واجبنا ان نفعّل هذه العلاقات على قاعدة الاحترام المتبادل والندّية والسيادة الوطنية لكلا البلدين، والعمل على منع اي عمل يسيء الى هذه العلاقة او يهدد امن البلدين وسيادتهما المطلقة على اراضيهما".
 

وتابع:" ان لبنان يحتضن منذ سنوات اعدادا كبيرة من الاخوة السوريين، الذين لجأوا اليه في زمن الحرب والاقتتال، وبات ملحا اليوم، لمصلحة البلدين معا، معالجة هذا الملف سريعا، وعودة النازحين الى سوريا، التي بدأت والحمدلله تستعيد عافيتها، بما يحفظ كرامتهم في وطنهم، خصوصا وان هذا الملف يضغط منذ سنوات بشكل كبير على لبنان برمته. وقد لمست لدى السيد الشرع كل تفهم لهذا الواقع وكل استعداد لمعالجة هذا الملف بشكل حاسم، وترحيبه بعودة كل مواطن سوري الى وطنه".

واردف:" كذلك تطرقنا الى الوضع على الحدود البرية بين البلدين وضرورة تعزيز الاجراءات المتبادلة والمشتركة ايضا لحماية امن البلدين وسيادتهما ومنع  اي اعمال تسيء اليهما والى امنهما واستقرارهما.
 

وختم ميقاتي:" اننا نعتبر هذه  الزيارة فاتحة خير، واقول بصراحة بما لمسته من السيد الشرع وما يملكه من رؤية لادارة سوريا اولا وكيف يمكن ان تكون العلاقة وديّة وندية بين لبنان وسوريا، فانا اخرج من هذا الاجتماع مرتاحا باذن الله لوضع سوريا ولوضع العلاقات اللبنانية- السورية".

أسئلة واجوبة 
وردا على سؤال عن موضوع الحدود بين لبنان وسوريا  قال السيد الشرع:" تحدث دولة الرئيس عن الموضوع خلال الاجتماع، ونحن لم يمر علينا سوى شهر وبضعة ايام. هناك الكثير من الامور العالقة في سوريا والملفات المحيطة بها، والتي تحتاج الى وقت كاف للبدء بمعالجتها. الاولوية في الوقت الحاضر في سوريا هي للوضع الداخلي وحالة الامن وحصر السلاح بيد الدولة، ومن ثم طمأنة الدول المجاورة. ما زلنا في اللقاء الاول ونأمل ان نلتقي دائما باذنه تعالى. هناك الكثير من المواضيع التي يجب ان تبحث في الايام المقبلة وعلى  رأس اولوياتها موضوع الحدود".

وقال الرئيس ميقاتي:" كما تفضل وقال السيد الشرع، على سلم الاولويات ترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان وسوريا، ولكنه ايضا استطرد وقال ان هذا يمكن ان يأخذ بعض الوقت، ويجب الا نربط الامور ببعضها البعض. هناك امور على الحدود يجب ضبطها بشكل كامل وبخاصة في النقاط الحدودية غير الشرعية لوقف اي عمليات تهريب بين لبنان وسوريا، وسنتعاون في هذا الصدد من دون ان يعني ذلك اننا لن نتابع موضوع ترسيم الحدود، ستكون هناك لجنة مشتركة لبنانية- سورية للقيام بعملية ترسيم الحدود".

وردا على سؤال قال:" نحن نبني العلاقات بين لبنان وسوريا على اساس الاخوة التي بيننا. ليس هناك فرق كبير بين الشعبين اللبناني والسوري، ونحن نسعى الى ان تزداد الاواصر الاجتماعية بيننا، لا الى ان تنقص، واي عوائق حدودية تكون بيننا يجب ان تلغى في المستقبل، ولكن هذا شأن تفصيلي عند المسؤولين عن الجمارك. لو عاد الامر لي لفتحت الحدود بشكل كامل ولما بقي شيء بيننا وبين لبنان يفرّقنا على الاطلاق".

سئل الشرع عن العلاقة مع رئيس الجمهورية جوزاف عون فقال:" في موضوع الرئيس جوزاف عون فقد ذكرنا في السابق اننا ندعمه رغم اننا لا نعرفه، وليس بيننا علاقات. ولكننا رأينا ان هناك شبه توافق عليه في لبنان، ونحن ندعم خيارات التوافق اللبناني على اي صعيد كان. قلنا رأينا في ذلك الوقت ولم نكن نتحدث لا مع الرئيس جوزاف عون ولا كان هناك تواصل بيننا وبين دولة الرئيس ميقاتي.
اعتقد انه ستكون هناك علاقات استراتيجية طويلة الامد، وبيننا وبين لبنان مصالح مشتركة كبيرة جدا. اننا نتطلع الى وجود حالة مستقرة في لبنان بوجود فخامة الرئيس جوزاف عون او دولة الرئيس في حال اعيد تكليفه مجددا، ونأمل ذلك ان شاء الله. وستكون هناك علاقة استراتيجية طويلة الامد بيننا وبين لبنان تبنى على قواعد صحيحة وسليمة، ان شاء الله".

وعن ملف مزارع شبعا قال:" من المبكر الحديث عن كل التفاصيل. هناك مشاكل كثيرة في الواقع السوري ولا نستطيع حلها دفعة واحدة بل نحتاج الى تجزئتها، والبحث عن حلول هادئة لكل مشكلة. لا نستطيع خلال شهر ان نعالج مشاكل عالقة من عشرات السنين.
وعقّب الرئيس ميقاتي بالقول: "هذا الملف جزء من موضوع ترسيم الحدود". 

وعن المفقودين اللبنانيين في سوريا والصحافي الاميركي اوستن تايس في ضوء طلب والدته من رئيس الحكومة فتح هذا الملف قال الرئيس ميقاتي:" بحثنا في هذا الموضوع والجانب السوري يقوم بدوره كاملا في انشاء هيئة خاصة للامور الجنائية والبحث عن كل المفقودين مع اللوائح، ونحن سنزود الادارة السورية الجديدة باللوائح الكاملة بأسماء المفقودين، وربما تكون هناك حاجة للقيام بفحوصات جنائية وفحوصات الحمض النووي . اما بشأن السؤال عن الصحافي الاميركي المفقود فهم بكل اهتمام يتابعون هذا الموضوع للعثور عليه باذن الله حيا" .

وفي ختام المؤتمر الصحافي، ودّع السيد الشرع رئيس الحكومة عند مدخل قصر الشعب، كما كان استقبله في بداية الزيارة.
وعصرا عاد رئيس الحكومة الى بيروت.