لبنان يولد من جديد، بعنوان وطني واضح وصريح "جيش - شعب - دولة" لينفض عن كاهله تحالف الفساد والسلاح الذي حاول على مدار سنوات مضت، السيطرة على لبنان بمنطق الاستقواء وسلب السلطات من مؤسسات الدولة، تحت شعار معادلة منتهية الصلاحية والوطنية "جيش - شعب - مقاومة".


فكما أعلن اللبنانيون بمختلف طوائفهم "صار وقت التغيير"، تحققت أولى بوادر الأمل في لبنان الجديد بوصول الرئيس جوزاف عون إلى سدة الرئاسة رغم كل محاولات التعطيل التي اتبعها محور لطالما عرّف عن نفسه، بانه محور الممانعة والدفاع عن لبنان، لتثبت الأيام لكل ذي بصيرة، أن حزب الله كان مدافعاً عن مصالح العديد من الدول إلا عن لبنان!

ممارسات ذاك الفريق مدعي النصر، والمهزوم داخلياً وخارجياً، لم تقتصر على جر لبنان إلى ساحات الحروب تلبية لأمر الولي الفقيه، بل سبقها على مر سنوات، استيطان اقتصادي وفساد مالي مارسه داخل مؤسسات الدولة اللبنانية، وكما في كل مرة، فإن "سلاح المقاومة" في المرصاد لكل من يطالب بتطبيق القانون أو المحاسبة.

فإضافة لفضائح تصنيع وتهريب الكبتاغون بالشراكة مع الشقيقين الفارين بشار وماهر الأسد، عمد حزب الله إلى استغلال منافذ لبنان البرية والبحرية والجوية، بحجة أمن المقاومة، وبدأ بتوسيع علاقاته ونشر المحسوبين عليه من خلال تغلغل الوحدة 900 في حزب الله والتي يرأسها خضر يوسف نادر، بتجنيد أعداد كبيرة من المسؤولين بهدف تحقيق اختراق في كافة المؤسسات السياسية والعسكرية والاقتصادية والقضائية.

وتشير المعلومات إلى أن هذه الوحدة نجحت ومنذ زمن بتجنيد س. ضيا في الجمارك، الذي تولى إدارة شبكة من المجندين بما يضمن سيطرة محكمة للحزب على المطار، للتهريب بين لبنان ردول العالم.

ويقوم ضيا الذي يتلقى تعليماته بشكل مباشر من وفيق صفا مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله بتنسيق وتسهيل مرور شحنات السلاح للحزب، كما فعل الحزب سابقاً بشحنة نترات الأمونيوم التي ألهبت مرفأ بيروت.

مليشيا بلباس الدولة، سياسة لطالما دأب حزب الله على تنفيذها منذ تمرده الأول على الدولة في السابع من أيار عام 2008، وحتى يومنا هذا، ورغم كل محاولاته لإسباغ ثوب الشرعية على أفعاله، إلا أن نزعة المليشيوية تأبى إلا أن تفضحه مع كل استحقاق في لبنان، وذاكرة اللبنانيين شاهدة على ذلك، فهل يتحقق أمل اللبنانيين ببناء وطن سيد وحر ومستقل بعيداً عن سلاح حزب الله وأجندات إيران في المنطقة؟


المصدر : Transparency News