عشية الاستشارات النيابية الملزمة التي سيجريها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون اليوم لاختيار رئيس الحكومة الجديد، تكثفت المشاورات السياسية داخلياً ومع الدول المهتمة بالملف اللبناني لحسم الاسم الذي سيتولى تشكيل الحكومة المقبلة. ويشهد المشهد تنافساً بين الرئيس نجيب ميقاتي، النائب فؤاد مخزومي، والقاضي نواف سلام، وسط انقسامات بين الكتل السياسية.

ميقاتي الأقرب

رجحت مصادر سياسية أن ميقاتي هو الأقرب للتكليف بفضل قاعدة داعمة متماسكة تضم كتل نيابية متعددة، إضافةً إلى علاقته الممتازة مع رئيس الجمهورية الجديد. كما يُعتبر ميقاتي الخيار الأكثر توافقاً دولياً، خصوصاً أن المجتمع الدولي يولي أهمية للتعاون مع الحكومة الجديدة للنهوض بالبلاد.

نواف سلام: مرشح مفاجئ

برز اسم القاضي نواف سلام كمرشح غير متوقع، خصوصاً بعد أن بدأ تسويق ترشيحه لدى بعض الكتل النيابية. وترافق ذلك مع انسحاب النائب إبراهيم منيمنة لدعمه، معتبرًا أن سلام يمثل فرصة حقيقية لإطلاق ورشة إصلاحية جديدة في البلاد.

المعارضة منقسمة

رغم بروز اسم سلام، لا تزال المعارضة غير موحدة. النائب فؤاد مخزومي أكد استمراره في الترشح، نافياً وجود ضغوط للانسحاب. وعلى النقيض، دعت أصوات معارضة إلى التوافق على سلام، فيما أظهرت بعض الكتل ترددها في إعلان مواقف نهائية.

تأثير خارجي محدود

أكدت مصادر دبلوماسية أن دول اللجنة الخماسية، بما فيها السعودية، لا تضع "فيتو" على أي مرشح لكنها تشدد على ضرورة التزام رئيس الحكومة الجديد بخطاب القسم الرئاسي والعمل وفق المعايير الدولية. ومع عودة السفير السعودي إلى بيروت، لم تظهر أي إشارات واضحة حول دعم مرشح معين.

خريطة الاستشارات

مع بدء الاستشارات اليوم، ستُحسم وجهة أصوات الكتل النيابية. بعض الكتل، مثل "التوافق الوطني"، أبدت ميلها لدعم ميقاتي، بينما لا تزال كتل أخرى تدرس خياراتها بانتظار تطورات اللحظات الأخيرة.

  • الطريق إلى تشكيل الحكومة

بعد انتهاء الاستشارات النيابية، سيبدأ مسار تشكيل الحكومة بالتنسيق بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف. وتشير المعطيات إلى أن التركيز سيكون على اختيار وزراء قادرين على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة وتلبية تطلعات الشعب اللبناني.


المصدر : وكالات