إيران في حسابات ترامب: صفقة نووية أم مواجهة عسكرية؟
13-01-2025 09:23 PM GMT+02:00
وخلال ولايته الأولى، كانت استراتيجية ترامب ترتكز على "الضغط الأقصى" ضد إيران، من خلال فرض عقوبات اقتصادية وعزلها على الصعيد الدولي. إلا أن عوامل جديدة قد تجعل من التوصل إلى اتفاق مع إيران اليوم خيارًا أكثر قبولًا.
وفي هذا السياق، أشارت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إلى عدة مسارات محتملة قد يتبعها ترامب، الذي صرح في مقابلة له في أكتوبر الماضي، بأنه يطمح لرؤية إيران قوية بشرط ألا تمتلك سلاحًا نوويًا.
المسار الأول: الاتفاق الشامل أو الجزئي
قد يتضمن الاتفاق الشامل معالجة مجموعة من القضايا مثل البرنامج النووي الإيراني، دعم طهران للجماعات المسلحة الإقليمية مثل حزب الله وحماس، وبرنامجها الصاروخي الباليستي. وعلى الرغم من أن مثل هذا الاتفاق سيكون معقدًا، إلا أنه قد يؤدي إلى استقرار طويل الأمد في المنطقة.
أما الاتفاق الجزئي، فسينصب التركيز فيه فقط على البرنامج النووي الإيراني، دون التطرق إلى قضايا أخرى. ورغم أنه قد يكون أسهل في التفاوض، فإن هذا الخيار قد يثير قلق إسرائيل، التي تعتبر أن الاتفاق النووي لا يشكل الحل الكامل لمشاكلها مع إيران.
المسار الثاني: الخيار العسكري
في حال اختار ترامب التصعيد ضد إيران بسبب مزاعم تورطها في محاولات اغتياله أثناء حملته الانتخابية، قد يتجه إلى استخدام القوة العسكرية ضد إيران أو حلفائها في المنطقة، مثل الحوثيين في اليمن. هذا الخيار قد يعزز الجهود الإسرائيلية في تقليص نفوذ إيران في المنطقة.
لكن هناك تساؤلات حول ما إذا كانت الضربة العسكرية ستؤدي إلى تصعيد أكبر مع إيران وحلفائها، أو إذا كانت ستدفع إيران إلى التراجع عن تهديداتها النووية.
في الوقت نفسه، ثمة مخاوف من أن تثير الضربة العسكرية ردود فعل غير متوقعة من إيران وحلفائها.
وخلصت المجلة الأمريكية إلى أن القرار الذي سيتخذه ترامب بشأن إيران سيكون محوريًا في تشكيل سياسات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط خلال ولايته الثانية. سواء اختار التفاوض على اتفاق دبلوماسي شامل أو تصعيد الضغوط العسكرية، فإن العواقب ستكون كبيرة على العلاقات الأمريكية في المنطقة وعلى استقرار الشرق الأوسط بشكل عام.
في السياق ذاته، أعدت منظمة "متحدون ضد إيران النووية" (منظمة أمريكية تسعى إلى منع إيران من حيازة سلاح نووي)، تقريرًا يطالب إدارة ترامب بتكثيف الضغوط على إيران عبر مجموعة من الوسائل:
- الضغط الاقتصادي: يتمثل في إعادة فرض العقوبات الاقتصادية، خصوصًا تلك المتعلقة بصادرات النفط التي ارتفعت في السنوات الأخيرة بسبب ضعف تطبيق العقوبات.
- الضغط العسكري: توجيه ضربات محددة ضد الحرس الثوري الإيراني ووكلائه في حال تهديدهم للمصالح الأمريكية، وتنفيذ عمليات عسكرية تستهدف المواقع النووية إذا استمرت طهران في تطوير برنامجها.
- الضغط الدبلوماسي: إرسال رسائل قوية لإيران بأن أي تقدم في برنامجها النووي سيواجه برد فعل عسكري من الولايات المتحدة.
المصدر : وكالات