الثنائي وازمة رؤية الواقع والتغيرات
منذ 10 ساعة
بعد ان توضحت مواقف الكتل النيابية والنواب المستقلين عن تسميتهم لرئيس الحكومة العتيد ، القاضي نواف سلام وسقوط مدوي لرئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي والذي كان يدعمه الثنائي وبعض من يتبعهم من قوى ونواب ، شعر الثنائي " حزب الله وحركة امل " وفق ما عبر عنه النائب محمد رعد عن انقلاب قد حصل ، وقد حاول الالتفاف على ماحصل ، محاولاً التذاكي في تأجيل موعد كتلتة الوفاء للمقاومة لليوم التالي ، والتي يرأسها والتي تتبع حزب الله ، إلا ان الرئيس جوزيف عون اصر على ان يكون موعد الكتلة في نفس النهار مع تأخيرها بعض الوقت حيث حضرت بكامل اعضائها في حوالي الساعة الرابعة والنصف تقريبا وقد صرح النائب رعد بعد خروج الكتلة من على منبر القصر الجمهوري موجهاً الاتهام الى الاخرين عن كسر اليد الممدودة غامزاً من ميثاقية الحكومة المراد تشكيلها وهل قادرة على تحرير الاراضي المحتلة وحول امكانية الاعمار وغيرها من المواضيع المهمة التي تشغل تفكير اللبنانيين مثل اعادة الاعمار وقدرة الجيش اللبناني على حماية لبنان والاصلاحات المطلوبة لاستعادة عافية لبنان ، وقد تناسى النائب رعد ان ما جلب الاحتلال مرة جديدة هو حزبه نتيجة حرب المساندة والاشغال ، وان من سبب هذا الدمار الهائل في الجنوب والضاحية والبقاع هو حزبه ،لذلك لم تقم كتلته بتسمية اي من المرشحين للتكليف للحكومة .
كذلك تضامن معه الرئيس نبيه بري وكتلته " كتلة التنمية والتحرير " والتي تحدث باسمها النائب ايوب حميد معبراً عن موقفهم في عدم التسمية ايضاً.
هذا الامر إن دل على شيء يدل على قصر نظر لدى الثنائي عن رؤية ما حدث ويحدث في الاقليم وخصوصاً زلزال سقوط النظام الاسدي في سوريا وبالتالي عدم القدرة او الرغبة في استيعاب ما حصل ويحصل من دخول منطقة الشرق الاوسط في تحولات جديدة والتي ادت الى خروج ايران من الاقليم وعودتها الى داخل حدودها الجغرافية بعد قصقصت اجنحتها واذرعها في المنطقة وإضعافها من دولة إقليمية قادرة على التأثير في الاقليم الى دولة مهددة بالسقوط في حال صدقت المعلومات التي تتوقع ضربة لمشروعها النووي والذي سيقسط اي نظرية قوة لها في التأثير بالمحيط الشرق اوسطي .
هذا من ناحية ، ومن ناحية ثانية ان الثنائي والذي عاش فترة ما بعد الحرب الاهلية في ممارسة الاستقواء بالسوري اولاً حتى العام ٢٠٠٥ تاريخ خروج الجيش السوري من لبنان ومن ثم الاستقواء بفائض قوة السلاح والنفوذ الايراني حتى نهاية الحرب الحالية في نهاية العام ٢٠٢٤ بعيداً عن ممارسة الديمقراطية وعن التطبيق المشوه لاتفاق الطائف عبر اتفاقية الدوحة والتي ادخلت اعراف جديدة من ثلث معطل والاستقواء على بقية الاطراف الداخلية بعيداً عن ممارسة العملية الديمقراطية في المعارضة والموالاة بل عاش فترة فرض مواقف بالقوة وتعليب كل الاستحقاقات وممارسة سياسة التعطيل في كل الاستحقاقات وفرض شروط تعجيزية في ايصال مرشحه في رئاسة الجمهورية او تكليف رئيس لتشكيل الحكومة يستغرب كل ما يحصل بعد ان تحرر لبنان من الوصاية والاحتلال الايراني وضعف نفوذ حزب الله بعد توقيعه على صك الاستسلام والهزيمة في اتفاق وقف اطلاق النار في السابع والعشرين من شهر تشرين الثاني - نوفمبر ٢٠٢٤ .
هذا الامر فرض شروط حياة سياسية جديدة مبنية عن ديمقراطية سياسية في التعامل وهذا مالم يستطيع التأقلم معها الثنائي والذي يستغرب كل ما يحصل محاولاً الايحاء عن اتفاق في بعض الامور لتسهيله انتخاب رئيسا للجمهورية في التاسع من الشهر الجاري .
هذا الامر ما لم يستسيغه الثنائي موحياً بمواضيع غير مسبوقة في تفكيره وممارسته السياسية ظناً منه ان عقارب الزمن ستعود الى الوراء ، نتيجة قصوره في فهم المتغيرات السياسية في الاقليم والزلزال الحاصل في الشرق الاوسط غير مستوعب تلك العملية الهادفة الى شرق اوسط جديد خارج عن سيطرة قوى الممانعة والتي احتكرت المقاومة في فلسطين ولبنان وقد تلقت ضربات قاسية استطاعة هزيمتها واستسلامها في كل من فلسطين ولبنان وما سببته من دمار في القرى والبلدات والمدن الللبنانية والفلسطينية عدا عن الاف القتلى والجرحى والمصابين تفوق قدرة لبنان وفلسطين عن امكانية الاعمار وإعادة الحياة الى سابق عهدها .
هذا الامر خلق لدى الثنائي مشكلة مع جمهوره والذي تلقى ضربات قاتلة ومكلفة خصوصاً في الجنوب نتيجة الدمار الكبير والذي يتعدى الوصف عدا عن الكلفة في الارواح والممتلكات والاقتصاد وهذا ما يتطلب وجود مساعدات عربية ودولية كبيرة تساهم في الاعمار وإعادة تحريك عجلة الاقتصاد من خلال ضخ المليارات من استثمارات وغيرها لكي تُعيد للبنان بعض ما تم تدميره .
كل هذا الامر جعل الثنائي يقوم ببعض الاعمال البهلوانية فقط للإيحاء لجمهوره انه لازال قوياً وقادراً على التعطيل وإيقاف حركة التاريخ والمستقبل التي لا تقوم من دونه .
(هذه الآراء الواردة في المقال تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر موقع "Transparency News" )
المصدر : Transparency News