حجر الزاوية في معركة التكليف
14-01-2025 03:11 PM GMT+02:00
في زمن التردّي السياسي والانهيار الاقتصادي، برزت القوات اللبنانية كرقم صعب قادر على تغيير المعادلات التقليدية. موقفها الداعم لتكليف نواف سلام رئيسًا للحكومة ليس مجرد خطوة سياسية، بل تعبير عن التزام وطني يتجاوز المناورات المعتادة التي عوّدتنا عليها قوى السلطة.
القوات اللبنانية، التي طالما وُصفت بأنها حجر عثرة أمام التسويات المشبوهة، أثبتت في هذا الموقف أنها قادرة على لعب دور بنّاء عندما تكون المصلحة الوطنية على المحك. دعمها لشخصية مثل نواف سلام، المعروفة بنزاهتها ورؤيتها الإصلاحية، هو رسالة واضحة بأن المرحلة تتطلب قيادة مستقلة قادرة على مواجهة النظام المتهالك.
ما يميز موقف "القوات" هو جرأته ووضوحه، في وقت اختارت فيه بعض الأطراف السياسية التراجع أو المراوغة. "القوات" وضعت المصلحة الوطنية فوق الحسابات الطائفية والمصلحية، لتؤكد أنها لا تلعب لعبة السلطة بل تسعى لاستعادة الدولة.
لكن يبقى السؤال: هل ستلتزم الأطراف الأخرى بروح المسؤولية ذاتها؟ أم أن القوات اللبنانية ستبقى وحيدة في معركة إصلاحية تضع لبنان على طريق التعافي؟ في كل الأحوال، أثبتت "القوات" مرة جديدة أنها تعرف متى تكون الخصم اللاذع ومتى تكون اللاعب الوطني المسؤول.
(هذه الآراء الواردة في المقال تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر موقع "Transparency News" )
المصدر : Transparency News