الدكتور عبد الرؤوف سنّو


خرجت كتلة الوفاء للمقاومة من الاستشارات النيابية في قصر بعبدا ليدلي رئيسها النائب محمد رعد بتصريح ضدّ تسمية القاضي نواف سلام لرئاسة الحكومة، واصفًا اختياره بأنه “التفكيك والتقسيم والإلغاء والإقصاء والكيدية”. وأضاف أن ذلك “يخدش إطلالة العهد التوافقية… وأنهم، (أي نواب حزب الله) مدّوا اليد بخطوة إيجابية لانتخاب رئيس الجمهورية”، وإذ باليد “تُقطع”. وختم رعد مطالبًا بـ”حكومة ميثاقية، وأن أي حكومة تناقض العيش المشترك لا شرعية لها”. والغريب في ذلك، أن الثنائي الشيعي جمع متناقضين معًا: عندما ينسحبان من حكومة السنيورة في خريف العام 2006 فهذا يُسقط العيش المشترك؛ بينما عندما يختار غالبية النواب رئيس حكومة (نواف سلام) فهذا يسقط كذلك العيش المشترك.

بالعودة إلى تاريخ حزب الله منذ التحرير، حول ادّعاءات محمد رعد بأن اختيار القاضي نواف سلام يناقض العيش المشترك، وهو ينتمي إلى طائفة كبيرة، ويفكك لبنان ويقسّمه ويلغي الآخر، وبأن فخامة رئيس الجمهورية “قطع يد” الحزب بالتراجع عن تعهداته له بالإتيان بميقاتي رئيسًا للحكومة، وأن “مؤامرة” حيكت خلال ليل الأحد لمصلحة نواف سلام، كما روّج الإعلامي قاسم قصير على شاشة ال بي سي. هذه الادّعاءات مردودة جملة وتفصيلًا. وتاريخكم في القضاء على الدولة اللبنانية وعلى الحياة السياسية اللبنانية وعلى الاقتصاد، كذلك على العيش المشترك والمجتمع اللبناني، يدلّ عليكم بوضوح.

مع نجاح الثورة الخمينية في إيران، وإقامة الجمهورية الإسلامية، ودخول الحرس الثوري الإيراني إلى البقاع اللبناني عقب الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982، وبصحبته رجال دين إيرانيين، بدأت عملية الانتقال في مواقف عدد من الشيعة، من الإيمان بلبنان الوطن إلى مقولة لبنان دولة إسلامية خاضعة لولاية الفقيه، بدليل “وثيقة” التأسيس للحزب في 16 شباط/فبراير 1985، بدلالاتها الاستراتيجية التي أعلن الحزب فيها عن ولادته، وعن “هوية إسلامية” والالتزام “بأوامر قيادة واحدة حكيمة وعادلة تتمثل بالولي الفقيه”. وقال حسن نصر الله في العام 1987: “علينا أن نطيع ولي الفقيه، ومن غير المسموح الخلاف معه. إن ولاية الفقيه هي كولاية النبي محمد والإمام المعصوم”.

وأعلن حسن نصر الله بجرأة ومن دون خوف من محاسبة القضاء اللبناني المغلوب على أمره: “أكلنا وشربنا ورواتبنا وصواريخنا من إيران”. منذ تأسيسه، بدأ مشروع الحزب المبرمج في تبعيته لإيران ومشروعها ونشر ولاية الفقيه في لبنان والمنطقة العربية والعالم. واستفاد الحزب من وجود الاحتلال الإسرائيلي منذ العام 1982 ليمارس مقاومة ضدّه بهدف تحرير الجنوب. وقد عمل على الفور على إقصاء “جبهة المقاومة اللبنانية” عن الجنوب بدعم سوري، بعد شهرين من عملية الشهيدة البطلة سناء محيدلي ذات السبعة عشر ربيعًا ضدّ الاحتلال عند نقطة العبور إلى باتر الشوف.

في المقابل، أيّد معظم اللبنانيين تحرير الجنوب على أيدي مقاتلي الحزب الذين اعتبروه مقاومة لبنانية، ولقي الحزب تضامنًا من بيئته الشيعية بفضل أعماله الإنسانية والاجتماعية. وتعاملت حكومات رفيق الحريري في حينه بواقعية مع سلاحه في مرحلة الطائف وما بعدها، مع وجوب وضع برنامج زمني لجعل سلاحه تحت أمرة الدولة، وهذا لم يحصل. وتدعّم مركز الحزب أكثر في مواجهة الاجتياحين الإسرائيليين الجوي والبري في العامين 1993 و1996، وبتفاهم نيسان، وبتحرير لبنان في العام 2000، حيث ارتدّ منذ ذلك الحين بسلاحه إلى الداخل، فكان عامل انشقاق طائفي ووطني، وتعطيل للمؤسسات وللحياة السياسية، لارتباطه بمصالح إيران في لبنان والمنطقة.

ومنذ اغتيال الرئيس الحريري في العام 2005، بدأ الحزب يخوض غمار السياسة اللبنانية بالدخول إلى مجلسي النواب والوزراء، وينغمس في لعبة الصراعات الداخلية، ويتحوّل إلى رقم صعب في المعادلة السياسية مع شراكة حركة أمل بعد صراعات دموية واسعة بينهما بين العامين 1987 و1990. فتمكن، في ظل الطبقة الفاسدة الحاكمة المتحالفة مع مافيات المال، من الإمساك تدريجيًا بالمؤسسات والأحزاب والقوى السياسية والمدنية. وانتقلت حكومات لبنان في بياناتها الوزارية من الحديث عن مقاومة إسرائيل إلى ثلاثية “الجيش والشعب والمقاومة” (2008 و2009 و2011)، ومن ثم اتُّفق في حكومات (2014 و2016 و2019 و2020) على اعتماد الصيغة التالية: “التأكيد على الحق للمواطنين اللبنانيين في المقاومة للاحتلال الإسرائيلي، وردّ اعتداءاته، واسترجاع الأراضي المحتلة”.

ولأسباب لبنانية داخلية، وتداخل السياسة بالمصالح، سكتت القوى السياسية والحزبية عن سلاح الحزب بمقايضة تغضّ فيها الطرف عن سلاحه، في مقابل سكوته عن فسادها وصفقاتها المشبوهة التي أفلست البلاد وسرقة المال العام (قطاع الكهرباء وسلسلة الرتب والرواتب والهندسة المالية على سبيل المثال)،. فشكلت التبعية لإيران والولاء المطلق لها، وما يتلقاه الحزب من دعمها المالي والعسكري، وسلاحه في الداخل، خروجًا عن اتفاق الطائف وعن السلم الأهلي في البلاد. وتذرّع الحزب بعد التحرير بذرائع شتى للإبقاء على سلاحه، منها حماية لبنان من إسرائيل، ووجود جيش لبناني ضعيف، وبقاء أراضٍ محتلة في يد العدو. لكن هذا السلاح تحوّل بعد التحرير إلى الداخل لحاسبات إيرانية في لبنان والمنطقة.

وبوساطة سيكولوجية سلاحه في الداخل، بدأ الحزب يتمدد على المؤسسات والطوائف اللبنانية، منذ العام 2005، منتهزًا اغتيال الحريري وخروج سورية من البلاد. وكان متأكدًا أن لا قوة داخلية تستطيع أن تقارعه سياسيًا أو عسكريًا، حتى أن الجيش اللبناني كان يستعمل الحكمة في التعاطي مع هذا الواقع المرير. أما الحزب، فكان يستعمل التقية لتنفيذ مآربه، تارة بمقولة مضللة: “غياب الدولة القوية العادلة”، وتارة أخرى بالدعوة إلى إلغاء النظام الطائفي، وتطبيق الدولة المدنية وديمقراطية الأكثرية، فيما هو يريد “الدولة الإسلامية” عبر القضاء على الدولة اللبنانية. وكان إلغاء النظام الطائفي واعتماد النظام الأكثري، من دون تحضير البيئة الثقافية والوطنية، هما لتخويف المسيحيين أولًا، ثم باقي الطوائف الأخرى، وفرض ثقافته الإسلامية الفارسية بالقوة وإكراهًا على مربعاته الأمنية أولًا، ثم على الشعب اللبناني، وفي الجامعات والمدارس ومؤسسات الدولة، حتى على الطرقات إلى مطار رفيق الحريري. فهل هذا يتوافق مع العيش المشترك بالاستقواء على الآخر؟

كانت أول المؤسسات المستهدفة من قِبله هي مجلس النواب، عندما روّج الحزب وحركة أمل (فيما بعد الثنائي الشيعي) في العام 1992 أن الطائفة الشيعية هي التي تختار بنفسها رئيس مجلس النواب، فكان على النواب أن ينتخبوا منذ ذلك الحين حتى العام 2022 رئيسًا واحدًا هو نبيه بري. وانسحب هذا “التعيين” الدستوري على كل المجالس (33 سنة)، في حين أن الطائفة الشيعية تزخر بالنخب المؤهلة للمنصب من خارج الثنائي. كان بري يُفرض دستوريًا وبقوة سلاح الحزب خلافًا لرأي كل اللبنانيين، عبر إبعاد المرشحين المنافسين له. إن الهيمنة على مجلس النواب والتحكم فيه، شكّلا انتهاكًا له، كمؤسسة دستورية، من دون أن يتباكى الحزب على العيش المشترك.

وفي شباط/فبراير 2006، وقع حدثان خطيران. في السادس منه، وقّع حسن نصر الله مع زعيم التيار الوطني الحرّ ميشال عون على “اتفاق مار مخايل”؛ فشكّل أكبر عامل لشق الطائفة المسيحية من الداخل، بين المارونية السياسية القديمة والمارونية السياسية الجديدة المتمثلة بعون. وكل ذلك لقاء سكوت عون عن سلاح الحزب وتبعيته لإيران، وفي مقابل استعمال المرشّح الطموح عون الحزب رافعة له للوصول إلى الرئاسة الأولى. ومنذ ذلك الحين، أصبح على كل ماروني طامح للرئاسة الأولى أن يمر في حارة حريك، وإعلان الخضوع. فكان ميشال عون وسليمان فرنجية وجبران باسيل من تنطبق عليهم هذه المواصفات. هكذا، سقطت ثاني مؤسسة دستورية في يد الحزب.

واشتهر حزب الله في تلك المرحلة بالاعتصامات في وسط بيروت وتعطيل الحياتين الاقتصادية والسياسية، وبالانسحاب مع شريكته حركة أمل من حكومة السنيورة في تشرين الثاني/نوفمبر 2006، على أثر الخلاف على المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الحريري. إن تحول بندقية حزب الله إلى عامل استقواء عسكري على الداخل وانقلاب على المؤسسات، يتجلى في اجتياح الثنائي وأتباعهما بيروت في أيار/مايو 2008، إثر صدور قرارين لحكومة السنيورة بمصادرة شبكة الاتصالات التابعة للحزب، وإقالة قائد جهاز أمن مطار التابع للحزب أيضًا. ففرض الثنائي الشيعي على القوى اللبنانية “اتفاق الدوحة” الذي مكّنهما من الإمساك بباقي مؤسسات الدولة وسياستها الخارجية وحدودها ومرافقها البرية والبحرية. 

وكما أصاب اتفاق مار مخايل الصف الماروني بخدش عميق، تسبب اجتياح بيروت بجرح دامٍ بين السنّة الشيعة الذي سبقته أحداث طريق الجديدة في العام 2007. لكن الحريري تناسى دم أبيه وأصبح بين العامين 2016 و2019 أكثر واقعية وفي جلباب الحزب مع ميشال عون، لكن ليس الطائفتين المارونية والسنية. وهكذا، أمسك الحزب بالمؤسسة الدستورية الثالثة، فيما حليفه نبيه بري يمسك بمجلس النواب. وبذلك انتهت الدولة اللبنانية منذ ذلك الحين عمليًا. 

منذ اجتياح بيروت، جعل ملالي إيران يدّعون أن بيروت هي عاصمتهم الرابعة التي يسيطرون عليها، من دون أن يهتز رمش لدى حزب الله حيث يسرح ويمرح مع الحرس الثوري، فيما حدود لبنان إلى الشرق سائبة. لم يكن هذا يناقض العيش المشترك برأي الحزب، طالما أن لبنان أصبح رهينة الولي الفقيه “شعبا لبنان وسورية في دولة واحدة” (تلاعبنا بشعار حافظ الأسد). ألا تخدش تبعية الحرب المطلقة و”أكله وشربه …” من إيران دستور لبنان، وقانون العقوبات الموضوع على الرف ولا يحاسب نصر الله؟ ألم يهدد كذلك العيش المشترك؟

وعندما استفزّ الحزب إسرائيل بخطف جنودها، وشنّت الحرب على لبنان في العام 2006: هل سأل الحزب الذي يتباكى على “إلغائه” بانتخاب نواف سلام، عن اللبنانيين الذين ألغاهم ببندقيته وقراراته الأحادية؟ هل سأل الحزب اللبنانيين أو الحكومة اللبنانية عن مغامراته؟ وهل عندما تدخّل الحزب في سورية منذ العام 2012، بذريعة حماية القصير ومقام السيدة زينب، كان برضى اللبنانيين وحكومتهم؟ ألم يحدث التدخل رغماً عن أنوفهم؟ ألم يشكّل هذا التدخل لمصلحة نظام مجرم رصاصة في قلب العيش المشترك؟ كانت إيران تخشى أن يسقط النظام هناك، ويقع في أيد ليست أذرعها؟ فأُمر الحزب بالتدخل. وعندما قال محمد رعد فور خروجه من قصر بعبدا في 11 حزيران/يونيو 2012، عن الإعلان الصادر عن المشاركين في الحوار، ومن ضمنهم حزبه، حول نأي لبنان بنفسه عن الأحداث في سورية والخارج: “بلّوه واشربوا ميتو”، أي “إخرسوا يا لبنانيين… نحن نفعل ما نشاء”؟ ألم يكن هذا الكلام المتغطرس نفاقًا وإلغاء للآخر وضربة للعيش المشترك؟

وفي العام 2016، قاد حزب الله التسوية الرئاسية بين عون وسعد الحريري وسمير جعجع (إعلان النوايا واتفاق معراب)، الذي سمح لميشال عون بالوصول إلى قصر بعبدا الذي فرّ منه في العام 1990 إلى السفارة الفرنسية. ومنذ ذلك الحين، أصبح سعد الحريري ألعوبتهم، وإن استقال في العام 2019 بحنين العودة التي لم تساعده السعودية عليها لإخلاله بالصدقية معها. ألم يشعر السنّة واللبنانيون أنهم هم المهمّشون في وطنهم من قِبل الحزب وأتباعه؟

عندما قاد حسن نصر الله بتعنّت حرب إسناد غزة رافضًا الاستماع لاعتراضات اللبنانيين، وتسبب في سقوط آلاف القتلى والجرحى والدمار نتيجة العدوان الإسرائيلي على البلاد وجنوبها وضاحيتها، ألم يتناقض مع أقواله تجاه بيئته وتجاه اللبنانيين، والزعم أن بإمكانه القضاء على إسرائيل بنصف ساعة؟ فبقي إخوتنا الشيعة في الجنوب بانتظار إزالة إسرائيل من الوجود، ثم هُجّروا بعنف العدوان وانهيار الحزب إلى شوارع المدن وأرصفتها ومدارسها؟ أما اللبنانيون الذين رفضوا حرب الإسناد فبكوا على وطنهم يتدمّر أمام عيونهم. ولم يسمح الحزب لأحد أن يصفه بالمهزوم، بل “المنتصر” الذي فرض اتفاق الهدنة مع إسرائيل لستين يومًا بنضاله.

لم يسأل الحزب في حربه إلا على مصالح إيران، التي تحارب إسرائيل بالشعارات. وعندما غامرت في نيسان/أبريل الماضي 2024، بشن الحرب على إسرائيل، وليس من أجل نصرة غزة أو لبنان وإنما لحفظ ماء الوجه عقب اغتيال هنية في عقر دارها، فوجئت أن صواريخها الـ270 لم تصل إلى إسرائيل. ثم يطالب الحزب الدولة اللبنانية بدفع التعويضات للمتضررين، وتحرير القرى المحتلة من جديد. ولا يعني، برأينا، إن هزيمة الحزب في حرب الإسناد وما تلاها، هي انتكاسة للطائفة الشيعية التي تتحمل بصبر منذ عقود تجاوزات الحزب على الوطن وعلى قراراها المستقل. وعندما انتفضت هذه البيئة مع الانتفاضة اللبنانية في العامين 2019 و2020، لتؤكد ولاءها الوطني للبنان، أجهز عليها الثنائي بعنف.

وعندما عطّل الحزب الاستحقاق الرئاسي بعد كل من الرؤساء لحود وسليمان وميشال عون، ما لم ينتخب مرشحه، وآخرهم عون منذ سنتين وثلاثة شهور، لم يسأل الحزب عن منصب الرئاسة ولا عن كرامة الطائفة المارونية والمسيحيين، ولا عن مصير رئاسة الجمهورية التي تعني “كرسي” للفخامة بالنسبة إلى عون وصهره لا المنصب. ألم يكن ذلك انتهاكًا للدستور الذي يجسد العيش المشترك، وكذلك الأعراف؟ ألم يكن ذلك تعطيلًا “كيديًا” لعمل أهم مؤسسة دستورية في البلاد؟

وعندما سيطر على الحدود مع سورية، ومارس كل أنواع التهريب بالممنوعات والأدوية وبالدولار المفقود في سورية، من ضمنها السلع المدعومة من الدولة، ألم يكن ذلك على حساب اقتصاد لبنان وعلاقاته بالبلدان العربية والعالم وأنتم تدمرون لبنان المشترك لكل أبنائه؟ هل كان “القرض الحسن” لمصلحة لبنان أم لمصلحتكم؟

مخالفة القانون لا قيمة لها في قاموسكم. وعندما سيطرتم على مرفأ بيروت للتهريب بذريعة استيراد مواد للمقاومة، وحولتموه إلى منفذ تهريب في الاتجاهين للجميع على حساب المالية اللبنانية، فأين هي وطنيتكم في الحفاظ على لبنان؟ ألم يكن هذا ضدّ مصالح لبنان، الدولة والمجتمع؟ وعندما جرى التحقيق العدلي في تفجير مرفأ بيروت، هدّد وفيق صفا بدم بارد القاضي البيطار، على حساب دم الأبرياء الذين سقطوا. وعندما تدخلتم في ترسيم الحدود النفطية مع وسيطكم نبيه بري، تغاضيتم على الخط 29 الذي رسمه الجيش اللبناني، وأجبرتم الدولة اللبنانية العرجاء على الخط 23، الذي يسلب لبنان حقوقه الطبيعية المشروعة. هل هذا هو العيش المشترك الذي تتغنون به فيما دمّرتم كل المشتركات بين أبنائه، حتى أن البعض أصبح يريد التخلي عن لبنان، ويؤسس كانتونه؟

 لقد حملتم السلاح عنوة، وأقمتم دولة في داخل الدولة اللبنانية التي أجهزتم عليها، ودمّرتم الحياتين الدستورية والسياسية في البلاد، وشاركتم الفاسدين في التطاول على الدولة والمجتمع ونهبهما. ألم يكن ذلك ضد الشرعية و”الآخر” الشريك معكم في الوطن؟ كان حسن نصر الله يقول دائمًا: “أعطونا الدولة القوية العادلة ونسلّمكم سلاحنا”. ألا تزالون، بعدما تسببتم في نكبة لبنان، تصرّون على البقاء على أخطائكم الكارثية، حتى بعدما اجتمعت قوة جوزيف عون بعدل نواف سلام؟


المصدر : الحرة