الشيعة ليسوا ملكية لأحد
منذ 4 ساعة
لم يكن يوماً ابناء الطائفة الشيعية ملكاً لزعيم او لحزب ، ولم يكونوا يوماً مذهبيين او طائفيين منعزلين عن لبنانيتهم وعروبتهم .
دوما كان ابناء الطائفة الشيعية منفتحين على بقية ابناء الوطن وكانوا شيعة عرب حتى اواخر السبعينات من القرن الماضي .
فابناء الطائفة الشيعية من اكثر اللبنانيين انفتاحاً على الافكار اليسارية والعروبة وكل حضارات العالم بحكم ان اكثرية منهم مغتربين ومنتشرين في اصقاع العالم وجهاته الاربعة ومنهم المثقفين في كل الاتجاهات وطاقات علمية وفي كل انواع العلوم والحياة ، إلى ان اتت عصابة الهمينة واستلمت الحكم في طهران في اواخر السبعينات واختصرت الحكم بملاليها وعماماتها التي تمتلك فلسفة ولاية الفقية وهي غريبة عن الشيعة العرب بقدر غربتها عن الدين الاسلامي نتيجة البدع والافكار والتقاليد الغريبة التي تتملكها ، وبالفعل ما بين الشيعة العرب والشيعة الفارسية الصفوية فروقات شاسعة دينياً ومذهبياً ، وهذا ما جعل ربيبتها حزب الله في لبنان يستورد الافكار الصفوية وبعض التقاليد التي لاتشبه شيعة لبنان العرب بدءاً من الشادور وتوابعه الى ماهو غريب عن مناسبات الشيعة العرب واللهجة العربية التي يتحدثون بها ولكن بلكنة فارسية غريبة عن تاريخنا وواقعنا اللبناني العربي .
لذلك على العهد الجديد ان يتعاطى مع الشيعة اللبناني كأحرار وليسوا كتوابع للثنائي وخصوصا لكتلة حزب الله الذي يختلفون عن شيعة لبنان نهجاً وتقاليد وسيرة .
فالذي عاناه شيعة لبنان خلال الاربعين عاماً الماضية لم تعانيه اية من طوائف لبنان من قمع واضطهاد وتخوين بدأت في اواخر الثمانينات مع حرب اقليم التفاح مروراً بالاستيلاء على المقاومة بعد عمليات الاغتيال الكبرى بحق مناضلي جبهة المقاومة الوطنية "جمول" وغيرها حتى اصبحت المقاومة حصرية باتباع حزب الله الذي يدورون في فلك طهران وهم وكأنهم جسمٌ عريب في المناطق الشيعية .
لذلك على العهد تغيير الذهنية التي حكمت العهود الماضية والنظر للشيعة اللبنانيين كطائفة تختزن كفاءات وطاقات لبنانية بعيدة كل البعد عن ثنائية غريبة احتكرت تمثيل الطائفة الشيعية وبالقوة والترهيب وبعض انواع الترغيب فرضت نفسها كممثل حصري لابناء الطائفة الشيعية ، وذلك مثباٌ بتصرفات الثنائي في فترات الانتخاب من عمليات تخوين بحق كل من يختلف معهم في الفكر والرأي السياسي وعمليات الاعتداء على المرشحين كثيرة وكثيرة جداً وبعضها موثق بالصوت والصورة وارشيف وسائل الاعلام والصحافة محلياً وعربياً ودولياً يمكنكم العودة اليه في اي وقت وخصوصاً في الانتخابات الاخيرة في العام ٢٠٢٢ وماكتب عنها من كتبٍ ومقالات عدا عن شراء الذمم بالاموال والتقديمات.
فهذا العهد فرصة لكي يُعيد لابناء الطائفة الشيعية حربتهم وكراماتهم التي استباحها الثنائي خلال الاعوام والعهود الماضية .
فالشيعة لم يكونوا يوماً ملكية خاصة مطوبة لاحد طرفي الثنائي فهم قدموا الكثير على مذبح الوطن ويستحقون التقدير والاحترام ورفع الظلم الذي لحق بهم .
وبما ان العهد الجديد اتى بشخصيات جديدة من خارج منظومة الفساد والمافيات التي تحكمت بلبنان وكل اوجه حياته فالمطلوب اليوم من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف استعادة حقوق ابناء الطائفة الشيعية من مغصبيها ومساعدتهم في التحرر عبر نشر اجهزة الدولة في المناطق الجنوبية والضاحية والبقاع لوقف الممارسات والاعمال التي يقوم بها اتباع الثنائي واللذين حولوها الى مزارع لا تشبه بقية المناطق اللبنانية من خلال الممارسات والاعمال الخارجة عن القانون والحياة العامة .
تجدون التفاصيل مرفقة بالخبر. (هذه الآراء الواردة في المقال تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر موقع "Transparency News" )
المصدر : Transparency News