منذ عقود، تُعتبر بعلبك والبقاع الشمالي شاهداً على ظاهرة التهريب التي جمعت بين معاناة السكان وفرص الثراء السريع، لتتحوّل إلى معضلة أمنية واقتصادية تتحدى السلطات في لبنان.


يشكّل التهريب في بعلبك والبقاع الشمالي معضلة متشابكة تعود جذورها إلى عقود مضت، حيث تحوّلت المنطقة إلى ممر شبه مفتوح للأنشطة غير الشرعية. وعلى الرغم من الجهود الأمنية المكثفة، ظلّت الحدود الشرقية مسرحاً لتحركات المهربين، حتى انخفضت وتيرة النشاط مؤخراً بسبب التغييرات السياسية في سوريا.

منذ الاستقلال، شكّلت عوامل الفقر وضعف رقابة الدولة بيئة خصبة لانتشار التهريب، بدءاً من السلع الغذائية والزراعية وصولاً إلى الأسلحة والمخدرات. ومع تعاقب الأزمات، أصبحت منطقة بعلبك-الهرمل محوراً رئيسياً لعمليات التهريب، حيث تداخلت الأنشطة الاقتصادية غير المشروعة مع السياسة والصراع المسلح، خصوصاً خلال الحرب الأهلية اللبنانية.

رغم انسحاب القوات السورية عام 2005، استمر التهريب في ظل ضعف الرقابة ونفوذ العشائر والشبكات المحلية. اليوم، يُنظر إلى هذه المنطقة باعتبارها مركزاً عالمياً لتهريب المخدرات، وسط تحديات أمنية مستمرة وجهود حثيثة للحد من الأنشطة غير القانونية.


المصدر : وكالات