كارين عبد النور - جريدة الحرة


دماء امتزجت بأخرى سبقت ولحقت كشعلة متّقدة لا تعرف الانكفاء عن مقاومة الظلم والاستبداد. الكاتب والمفكّر اللبناني، الذي حمل قلمه بِيَدٍ، وهَمّ الوطن بأخرى، استشهد في سبيل قناعاته. قصة تُكتب بحروف من حبر ودم.

كلمة وجّهها مصطفى الإبن لوالده في هذه المناسبة: “إفرح حيث أنت لأن مشروعك وفكرك الوطني مستمرّان بينما تنهار المشاريع الأخرى وتتهاوى. بعد كل ما رأيناه من ظلم في لبنان وسوريا وإيران، تأكّدت لنا صوابية ما كنت تفعل وأن قتلك إنما كان قتلاً لمشروع شكّل خطراً على مسيرة إجرامهم. لكن الحقّ يبقى حقاً مهما طال الزمن. هم يذهبون ويسقطون ولبنان يبقى”.

أيدي الظلام اغتالت جحا لكن كتاباته بقيت شاهدة على أن الفكر الصادق لا تعدمه بضع رصاصات. عسى أن يستحيل هذا الاغتيال – واغتيالات أخرى سبقت ولحقت – شرارة لبناء مجتمع يحطّم أغلال التقوقع الفكري ويقدّر أهل العقول النيّرة… ولو بعد حين.


المصدر : الحرة