أظهرت الدراسات الحديثة أن وضعية النوم قد تؤثر بشكل كبير على طبيعة الأحلام التي نراها، أكثر مما كنا نتصور.


فبينما كان يُعتقد سابقًا أن تناول بعض الأطعمة، كالجبن، قبل النوم قد يؤدي إلى أحلام أكثر حيوية، يركز الباحثون الآن على دور وضعية الجسم أثناء النوم في تشكيل محتوى الأحلام.

إحدى الدراسات الهامة، التي نُشرت عام 2021 في مجلة "Sleep and Hypnosis"، أجريت على 63 متطوعًا طُلب منهم النوم إما على الجانب الأيسر أو الأيمن. بعد الاستيقاظ، قام المشاركون بملء استبيان حول جودة نومهم، والأحلام التي شاهدوها، ومدى وضوحها، بالإضافة إلى حالتهم المزاجية في الصباح. كشفت النتائج عن أن النوم على الجانب الأيسر يزيد من احتمالية رؤية الكوابيس؛ حيث أبلغ 40.9% من المشاركين الذين ناموا على هذا الجانب عن أحلام مزعجة، مقارنة بـ 14.6% فقط من الذين ناموا على الجانب الأيمن. في المقابل، تذكرت المجموعة التي نامت على الجانب الأيمن أحلامًا تحمل شعورًا بالراحة أو الأمان، إلا أنها أبلغت عن جودة نوم أقل بشكل عام. ورغم صغر حجم العينة واعتماد الدراسة على التقارير الذاتية للمشاركين، خلص الباحثون إلى وجود ارتباط واضح بين وضعية الجسم أثناء النوم وطبيعة الأحلام، ما يشير إلى تأثيرات محتملة على وظائف الدماغ المرتبطة بالنوم.

وفي دراسة أخرى أُجريت عام 2024 بواسطة باحثين من جامعة هونغ شيو يان في هونغ كونغ، شملت عينة أكبر قوامها 670 شخصًا بالغًا، وُجد أن النوم على البطن يرتبط بأحلام أكثر وضوحًا وتفصيلاً. وشملت هذه الأحلام رؤى متنوعة مثل لقاء كائنات فضائية، أو الوقوع في الحب، أو الشعور بالاختناق، أو حتى إقامة علاقة مع شخصية مشهورة. وأكد الباحث كالفن كاي-تشينغ يو أن هذه التأثيرات لا يمكن تفسيرها بشكل كامل بعوامل شخصية، ما يدعم بقوة الفرضية التي تقول بأن وضعية النوم تؤثر بالفعل على طبيعة الأحلام.

بناءً على هذه النتائج، إذا كنت ترغب في تجربة أحلام أكثر وضوحًا وتفصيلاً، فقد يكون النوم على البطن أو الجانب الأيسر خيارًا مثيرًا للاهتمام، ولكن مع الأخذ في الاعتبار احتمالية رؤية كوابيس عند النوم على الجانب الأيسر. من المهم أيضًا ملاحظة أن هذه الدراسات تعتمد جزئيًا على التقارير الذاتية، وهناك حاجة لمزيد من الأبحاث لتأكيد هذه النتائج بشكل قاطع.


المصدر : وكالات