كشف تقرير نشره موقع "غلوبز" الإسرائيلي عن محاولات "حزب الله" لإعادة بناء قدراته المالية رغم الضغوط الإسرائيلية المستمرة. ورغم الضربات العسكرية التي تلقاها الحزب في الآونة الأخيرة، نجح في الحفاظ على نشاطه الاقتصادي من خلال مجموعة من القطاعات مثل البناء والمشاريع الاقتصادية والتهريب من إيران إلى بيروت.


وأشار التقرير إلى أن إحدى أبرز المهام التي ستواجه الرئيس اللبناني الجديد ستكون العمل على قطع تدفق الأموال الإيرانية، التي تشكل 90% من ميزانية الحزب، في خطوة من شأنها أن تؤثر بشكل كبير على قدراته العسكرية والاقتصادية.

وبحسب التقرير، يعتمد النشاط المالي لحزب الله بشكل أساسي على جمعية "القرض الحسن"، التي تدير حوالي 30 فرعًا في لبنان، وتقدم قروضًا بدون فوائد مقابل ضمانات. منذ عام 2007، شهدت الجمعية زيادة كبيرة في حجم القروض التي تقدمها، ما يعزز قدرة الحزب على تمويل أنشطته. يضمن استخدام الدولار في تعاملات الجمعية منح عناصر الحزب رواتب تفوق بكثير تلك التي يحصل عليها الجنود في الجيش اللبناني.

رغم هذه النجاحات المالية، يواجه "القرض الحسن" تحديات كبيرة بسبب اعتماده على النقد، بالإضافة إلى التأثيرات السلبية للضربات العسكرية التي تعرض لها الحزب في لبنان وتغير الوضع في سوريا. ومع ذلك، اعتمد الحزب طريقتين جديدتين لزيادة موارده المالية: الأولى هي إدارة مشاريع كبيرة في مجالات متعددة، مثل محلات السوبر ماركت ومبادرات البناء، كجزء من استراتيجية طويلة المدى لزيادة الاستقلال الاقتصادي، ودبلوماسيون إيرانيون يحملون حقائب مليئة بالنقود إلى مطار بيروت. وتجدر الإشارة إلى أنه قبل أكثر من أسبوعين، خضعت طائرة إيرانية مُحمّلة بحقائب مالية للتفتيش من قبل جهاز أمن مطار بيروت الدولي، وقد قال التقرير إن هذا الأمر حصل "عن غير عادة".

منذ سنوات، تعمل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ضد "القرض الحسن"، مما أدى إلى فرض عقوبات أمريكية على الحزب، مما صعّب عليه ارتباطه بالنظام المالي العالمي. ومع ذلك، بدأ كبار قادة الحزب في وضع خطط لإعادة التأهيل المالي بمساعدة "القرض الحسن"، حيث خصص الحزب مليار دولار لمساعدة العائلات الشيعية المتضررة من الحرب.

يتوقع الجيش الإسرائيلي أن يتمكن "حزب الله" من الاستمرار في عمله لعدة أشهر أخرى بفضل احتياطياته النقدية الكبيرة، لكن نفقاته ستتأثر مع بداية مرحلة إعادة الإعمار. في ظل غياب لاعبين دوليين فاعلين، من المرجح أن تفوز شركات مرتبطة بالحزب بمناقصات البناء، مما يعمق نفوذه ونفوذ إيران في لبنان، وهو أمر لم تتخذ واشنطن أي إجراء حياله حتى الآن.


المصدر : وكالات