في خطوة غير مسبوقة في الأوساط الأكاديمية اللبنانية، اعتمدت الدكتورة لارا بستاني الأستاذة المحاضرة في جامعة القديس يوسف، خطاب القسم للرئيس جوزاف عون كجزء من المناهج التعليمية التي تقدمها لطلابها.


و هذا الخطاب، الذي أثار اهتماماً واسعاً بين السياسيين والمحللين، أصبح اليوم نموذجاً للنقاش الأكاديمي والتحليل النقدي، مما يرسخ قيمته كوثيقة وطنية وسياسية تاريخية.

أهمية خطاب القسم في السياق الوطني

منذ إلقائه، عُدّ خطاب القسم للرئيس جوزاف عون وثيقة تعكس التوجهات السياسية المستقبلية والرؤية الإصلاحية للبنان. تميز الخطاب بلغة رصينة ومباشرة، تناول فيها الرئيس قضايا مصيرية مثل الإصلاح الإداري، مكافحة الفساد، تعزيز الشفافية، والحفاظ على السيادة الوطنية. هذه النقاط المحورية جعلت من الخطاب مادة غنية تُدرس ليس فقط من منظور سياسي، بل أيضًا كجزء من الخطاب العام الذي يُلقي الضوء على التحديات والفرص.

فقد اختارت الدكتورة لارا بستاني، الأستاذة الجامعية المرموقة، خطاب القسم ليكون محوراً رئيسياً في امتحانات طلابها. ووفقاً لمصادر مطلعة، صممت الامتحان بأسئلة تدعو الطلاب لتحليل الخطاب من زوايا متعددة:

1. اللغة والأسلوب: كيف أسهمت لغة الخطاب في إيصال الرسائل الأساسية للجمهور؟


2. البنية والرسائل: ما هي أبرز الرسائل السياسية والاجتماعية التي ركّز عليها الخطاب؟


3. التأثير الوطني: كيف يمكن أن يساهم هذا الخطاب في إعادة بناء الثقة بين الشعب ومؤسسات الدولة؟


4. المقارنة التاريخية: مقارنة بين خطاب الرئيس عون وخطابات رؤساء سابقين لتحديد أوجه التشابه والاختلاف.

 

العهد في الجامعات

اعتماد خطاب القسم كجزء من المناهج لن يقتصر على كونه مثالاً على الخطاب السياسي، بل هو يُعزز قدرة الطلاب على التفكير النقدي وفهم العلاقة بين السياسة والمجتمع. كما أنه يتيح فرصة لفهم أكبر للسياقات التاريخية والسياسية التي يمر بها لبنان، ما يجعل الطلاب أكثر وعياً وإدراكاً للتحديات الوطنية.
خطوة الدكتورة بستاني قد تكون بداية لتوجه أوسع في الجامعات اللبنانية نحو استخدام الوثائق الوطنية، كجزء من التعليم. هذا النهج يشجع الشباب على التفاعل مع القضايا الوطنية بطريقة واعية ويعزز الشعور بالمسؤولية تجاه مستقبل البلاد.

بتحوّل خطاب القسم  إلى مادة أكاديمية فهذا لن يكون مجرد حدث عابر، بل هو انعكاس لأهمية الخطاب السياسي في تشكيل وعي الأجيال القادمة. هذه المبادرة الأكاديمية، تمثل نموذجاً يُحتذى به في التعليم الجامعي، حيث يصبح التحليل والنقاش أدوات لبناء عقول ناقدة قادرة على مواجهة التحديات الوطنية برؤية مستنيرة.


المصدر : Transparency News