أكد ناشر موقع "الحقيقة"، الدكتور هادي مراد، أن وصول العماد جوزاف عون إلى سدة الرئاسة وتكليف القاضي نواف سلام بتشكيل الحكومة المقبلة هو انتصار لمنطق الدولة وللمعارضة الوطنية وثورة 17 تشرين. وقال خلال إطلالته مع الزميل ربيع ياسين ضمن برنامج "تحدي الـ 15 سؤال": "لقد أثبتت هذه المعركة أن اللبنانيين قادرون على انتخاب رئيس جمهوريتهم ورئيس حكومتهم، وهذا يعود إلى الضغط الشعبي الذي مورس على النواب لإيصال جوزاف عون إلى رئاسة الجمهورية ونواف سلام إلى رئاسة الحكومة."


مراد شن هجومًا عنيفًا على النواب التسعة الذين سموا الرئيس ميقاتي، متهمًا إياهم بأنهم كانوا موعودين بمناصب وزارية في الحكومة المقبلة، وعلى رأسهم، بحسب مراد، "الرويبضة" عبد الرحمن البزري، الذي ترشح على لوائح التغيير في صيدا وصوت لميقاتي.

أما فيما يتعلق بموضوع ميثاقية الحكومة في حال عدم مشاركة نواب الثنائي، أكد مراد أن غياب الثنائي عن الحكومة لا يلغي الميثاقية أبدًا، حيث نص الدستور على أن الحكم في لبنان يكون مناصفةً بين المسلمين والمسيحيين، وليس بين الطوائف.

 وأضاف أن الميثاقية تنبع في الأساس من الشعب، مشيرًا إلى أن أكثر من نصف الطائفة الشيعية ضاقت ذرعًا بما حصل في بيوتها وأرواحها وأملاكها، وهي مشردة اليوم. ومن هذا المنطلق، توقع مراد أن يشارك الثنائي في الحكومة المقبلة التي ستكون تكنوسياسية، ولو بطريقة غير مباشرة، مع إمكانية حصول خروقات في الوزارات من قبل بعض الشيعة المعتدلين، معتبرًا أن هذا شرط أساسي لتحقيق الرؤية العربية بعودة الشيعة إلى الدولة.

وأشار إلى أن حكومة نواف سلام ستكون حكومة إعادة الإعمار، وسيكون هذا الملف من أولوياتها بدعم عربي ودولي، بعد معالجة ملف السلاح الذي سيكون البند الأول على جدول أعمالها بعد تشكيلها، موضحًا أن مصلحة الحزب تقتضي عدم معارضة الحكومة التي ستعمل على إعادة الإعمار.

أما فيما يتعلق بالعلاقات اللبنانية-الخليجية الجديدة، أكد مراد أن كتابًا جديدًا قد فُتح في هذه العلاقات، وتحديدًا مع المملكة العربية السعودية، عنوانها خطاب القسم للرئيس جوزاف عون، الذي أكد على احتكار الدولة للسلاح، الحياد، واستقلالية القضاء.

وبالنسبة لموضوع سلاح الحزب، قال مراد إن الحزب وقّع رسميًّا على تسليم سلاحه، وأن تصريحات النائب محمد رعد اليوم ليست سوى تأكيد على هذا التسليم وانصياعهم للدولة. وأضاف أن ما قاله أمين عام الحزب، الشيخ نعيم قاسم الأسبوع الماضي، يندرج في الإطار نفسه.