أولوية وطنية.. تمثيل عشائر بعلبك الهرمل في الحكومة: هل تتجاوز الحسابات الحزبية الضيقة؟
منذ 9 ساعة
ومن هنا، تبرز ضرورة إعادة النظر في آلية تمثيل الطائفة الشيعية داخل الحكومة، بما يضمن تمثيلاً عادلاً لجميع مكوناتها، خصوصاً عشائر بعلبك-الهرمل التي تشكل ركناً أساسياً من النسيج الوطني، بعيداً عن احتكار الثنائية الحزبية.
في حكومة مؤلفة من 24 وزيراً، تُخصص للطائفة الشيعية خمسة مقاعد وزارية. هذه الحصة ينبغي توزيعها بما يحقق العدالة في التمثيل داخل الطائفة، ويُسقط احتكار الثنائية الحزبية للقرار الشيعي. تمثيل عشائر بعلبك-الهرمل في الحكومة يعكس التعددية داخل الطائفة ، مما يحقق توازناً وطنياً يراعي مصلحة جميع اللبنانيين.
تتمتع منطقة بعلبك-الهرمل بخصوصية فريدة، كونها من أبرز المناطق ذات الأغلبية الشيعية، وتضم عشائر عريقة تُشكل جزءاً من التاريخ الثقافي والاجتماعي للبنان. تاريخياً، كانت هذه العشائر عاملاً أساسياً في حفظ استقرار المنطقة، ولها امتداد تاريخي واجتماعي مع سوريا. ومع ذلك، فإن الثنائية الحزبية استغلت علاقاتها مع النظام السوري لتحقيق مصالح حزبية ضيقة، مستخدمة ورقة “التمثيل الشيعي” في هذه المنطقة لتعزيز نفوذها.
مع سقوط النظام السوري بشكله القديم وصعود إدارة جديدة في سوريا، تغيرت المعادلات الإقليمية، ووجد الثنائي الشيعي نفسه في موقع خصومة مع القيادة السورية الجديدة. هذه الخصومة قضت على قدرته في إدارة الملفات المشتركة بين البلدين، . ومن هذا المنطلق، يصبح تمثيل عشائر بعلبك-الهرمل في الحكومة أولوية لمعالجة هذه الملفات بعيداً عن الحسابات الحزبية الضيقة، وبما يخدم المصالح الوطنية المشتركة بين لبنان وسوريا.
إن تمثيل عشائر بعلبك-الهرمل في الحكومة ليس مجرد مطلب محلي أو فئوي، بل هو ضرورة وطنية لضمان التنوع داخل الطائفة الشيعية، وحماية مصالح أهالي المنطقة الذين لطالما كانوا عرضة للإهمال نتيجة احتكار الثنائية الحزبية للتمثيل الشيعي. تمثيل هؤلاء بشكل مستقل يضمن تعزيز التعاون مع سوريا لمعالجة الملفات العالقة، وتأمين مصالح السكان الذين ترتبط حياتهم اليومية بعلاقات تاريخية واجتماعية مع الجار السوري.
يقع على عاتق الرئيس المكلف نواف سلام مسؤولية وطنية في تشكيل حكومة تُمثل جميع اللبنانيين بعدالة. من هنا، يتوجب عليه كسر احتكار التمثيل الشيعي من قبل الثنائية الحزبية، وإشراك شخصيات من عشائر بعلبك-الهرمل، لما لهذه العشائر من دور أساسي في حماية الاستقرار الوطني وصون السلم الأهلي.
تمتلك عشائر بعلبك-الهرمل العديد من الكفاءات التي يمكنها تقديم رؤى وحلول تخدم المصلحة العامة بعيداً عن المصالح الحزبية الضيقة. من بين الأسماء البارزة التي يمكن للرئيس سلام الاستعانة بها:
• الدكتور طارق دندش: شخصية أكاديمية بارزة تتمتع بخبرة واسعة في الشؤون الاجتماعية والاقتصادية.
• السيد ياسين جعفر: شخصية معروفة بعملها في المجالات التنموية وخدمة المنطقة.
• السيد حبيب نصر الدين: من الشخصيات التي تجمع بين الخبرة والكفاءة السياسية.
• المهندس راشد حمادة: يتميز بخبرته التقنية ودوره في المشاريع التنموية
لطالما كانت عشائر بعلبك-الهرمل صمام أمان في المنطقة، لما تتمتع به من قدرة على تحقيق التوازن وحماية الاستقرار الاجتماعي. إن تمثيلها في الحكومة يشكل ضمانة لمنع الاحتكار السياسي، ويؤكد على الدور الوطني الذي تلعبه هذه العشائر في الحفاظ على وحدة لبنان.
إن تمثيل عشائر بعلبك-الهرمل في الحكومة العتيدة هو خطوة أساسية لتعزيز التوازن الوطني وحماية التنوع داخل الطائفة الشيعية. على الرئيس نواف سلام أن يتحلى بالشجاعة لاتخاذ هذا القرار الوطني، بعيداً عن الحسابات الحزبية، وأن يفتح المجال أمام الكفاءات المستقلة من أبناء العشائر. لبنان اليوم بحاجة إلى حكومة تعكس التعددية الحقيقية، وتضمن مصالح جميع مكوناته، ليتمكن من مواجهة أزماته المستعصية بروح من الوحدة والشراكة الوطنية.
المصدر : Transparency News