في خطوة مفاجئة تأتي في وقت حساس، كشف الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، مالك منصة "إكس"، عن دراسة جادة لإعادة إطلاق خدمة مشاركة الفيديوهات القصيرة "Vine" ضمن المنصة.


ويتزامن هذا الإعلان مع بدء تطبيق حظر رسمي على استخدام تطبيق "تيك توك" الشهير في الولايات المتحدة، ما يفتح الباب أمام منصات بديلة لاقتناص ملايين المستخدمين الأمريكيين الذين يبحثون عن بدائل مناسبة.

يُعدّ قرار ماسك هذا خطوة جريئة وطموحة للغاية، خصوصًا في ظل الهيمنة القائمة لمنصتي "تيك توك" و"إنستغرام" على سوق الفيديوهات القصيرة. ووفقًا لتقرير نشره موقع "Neowin" المتخصص في التكنولوجيا، قد تُمثل عودة "Vine" فرصة ذهبية لماسك لاقتحام هذه السوق المُشبعة بالمنافسين.

ما هي "Vine"؟

انطلقت خدمة "Vine" في عام 2013 كمنصة مستقلة تُمكّن المستخدمين من تسجيل ومشاركة مقاطع فيديو قصيرة جدًا لا تتجاوز مدتها ست ثوانٍ، وهو ما جعلها تحظى بشعبية واسعة وجاذبية كبيرة لملايين المستخدمين في ذلك الوقت. ومع ذلك، توقف تشغيل الخدمة في عام 2017 نتيجة لصعوبة مواكبة المنافسة الشديدة، وخاصةً مع صعود نجمي "إنستغرام" و"سناب شات".

يُشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يُلمّح فيها ماسك إلى إمكانية عودة "Vine". ففي عام 2022، أجرى استطلاعًا للرأي على تويتر (قبل تغيير اسمه إلى "إكس")، سأل فيه المستخدمين عن آرائهم حول إعادة إحياء المنصة. ويبدو أن نتائج الاستطلاع كانت مُشجّعة، ما دفع ماسك إلى التفكير بجدية في إعادة إطلاق الخدمة، ولكن هذه المرة كجزء مُدمج داخل منصة "إكس".

توقيت استراتيجي وإمكانات واعدة

يأتي إعلان ماسك في توقيت استراتيجي للغاية، حيث يتزامن مع دخول قرار حظر "تيك توك" في الولايات المتحدة حيز التنفيذ، ما يُوجد فراغًا كبيرًا في سوق الفيديوهات القصيرة. ومع بحث المستخدمين الأمريكيين عن بدائل، مثل تطبيق "RedNote" الصيني، تلوح في الأفق فرصة كبيرة أمام "إكس" لاستغلال هذا الوضع.

من الناحية الاستراتيجية، يهدف ماسك إلى تقديم "Vine" كميزة مُدمجة بشكل كامل ضمن بيئة منصة "إكس"، على غرار ما فعلته منصات أخرى مثل "إنستغرام" مع ميزة "Reels" للفيديوهات القصيرة. ويرى ماسك أن هذا التكامل سيجعل من "Vine" جزءًا لا يتجزأ من تجربة التفاعل الاجتماعي على "إكس"، ما يُوفر للمستخدمين تجربة مُتكاملة دون الحاجة إلى استخدام تطبيقات مُنفصلة.

تحديات المنافسة وآفاق النجاح

لن تكون عودة "Vine" مهمة سهلة، خصوصًا مع المنافسة الشرسة من قِبل "تيك توك" و"إنستغرام" اللذين يُسيطران على سوق الفيديوهات القصيرة. ومع ذلك، قد يتمكّن ماسك، بفضل تزامن إعلانه مع حظر "تيك توك" في الولايات المتحدة، من استقطاب بعض المستخدمين الذين يبحثون عن منصة بديلة تُقدّم لهم تجربة مُشابهة، مع التركيز على ضمان خصوصيتهم وأمان بياناتهم، وهي مسألة تُثير جدلًا واسعًا حول التطبيقات الصينية.

تجدر الإشارة إلى أن ماسك ليس الوحيد الذي يسعى للاستفادة من تداعيات حظر "تيك توك". فقد أعلن آدم موسيري، الرئيس التنفيذي لـ"إنستغرام"، قبل ساعات قليلة، عن زيادة مدة الفيديوهات القصيرة على المنصة إلى ثلاث دقائق بدلًا من 90 ثانية، في خطوة تُؤكّد على حدة المنافسة في هذا السوق.


المصدر : وكالات