حسين عطايا


ثمة ازمة تلوح في افق تشكيل حكومة العهد الاولى ، وقد تؤدي الى تعثر انطلاقة العهد ، نتيحة حرص العهد والرئيس المكلف على ضم كل مكونات البلد في الحكومة ، وهنا ما يدفعه للوقوع في فخ المحاصصة الطائفية البغيضة والحزبية التي تستأثر في تمثيل بعض المذاهب والتي تتخذ من تمثيلها الحصري ازمة ميثاقية وبعض الالاعيب التي كانت تستعملها طيلة العهود الماضية ، في احتكار وزارات بعينها تحت حجج واهية تريد من خلالها خلق اعراف جديدة تُعطيها حقوقاً مكتسبة لتمثيلها مذاهبها دون الاخرين وتحقيق مصالح حزبية فقط .

وهذا ما يمكن ان يؤدي الى تعثر العهد وحرف انظاره عما جاء في خطاب القسم ، والذي قد وقعت به قادة احزاب محموعة الرابع عشر من اذار في العام ٢٠٠٥ حين اضطر الاحتلال السوري للخروج من لبنان في نيسان من ذاك العام .

فخوفا من إظهار انكسار حزب الله وحلفائه وطمعاً في استعادة الحزب للبنانيته تم عقد الاتفاق الرباعي في حينه ، والذي بدل ان يعيد حزب الله للبنان استطاع الحزب أن يأخذ جماعة الرابع عشر من اذار ولبنان الى فارسيته والاستيلاء على الحكم في لبنان وإدخاله في حروب ومغامرات كثيرة افقرت لبنان ودمرته وعزلته عن محيطه العربي .

من هنا الخوف من ان العهد وخوفاً من إظهار انكسار مكون لبناني يكون قد مهد الطريق لاستعادة ذات التجربة ويكون بذلك قد وقع العهد بالمحظور واستجاب لمطالب الثنائي في المحاصصة وتنفيذ رغباتهم في وزارة المالية وغيرها وبذلك يكون قد ذهب وهج خطاب القسم ادراج الرياح ويعود الشعب اللبناني الى فقدان الثقة بالتغيير المأمول به وثقته بأن هذا العهد قد تعثر قبل ان ينطلق .

هذا ما يشغل بال اللبنانيين اليوم وقد يكون سبباً لفقدان الامل الذي ظهر نتيجة زخم الحراك العربي والدولي الذي تم التعبير عنه في وهج انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً ومن ثم تبعه تكليف القاضي نواف سلام رئيساً مكلفاً لتشكيل حكومة العهد الاولى والتي ينتظرها الكثير من المهام وابرزها استعادة الدولة اللبنانية من دويلة الطوائف وتحرير لبنان من الوصاية الفارسية وما سببته للبنان من ادخاله في محور الممانعة والذي دفع لبنان اثمان باهظة من حياة ابنائه وما خلفته الحرب التي خاضها حزب الله تحت مسمى وحدة الساحات من دمار للبنان واهله .

لذا ، كل امال اللبنانيين والذين استبشروا خيراً معقودة على هذا العهد في ان تتشكل الحكومة بأسرع وقت لتبدأ مسيرة العهد في السير قُدماً باتجاه اخذ لبنان الى مسارٍ جديد بعيداً عن مسارات الممانعة وعن خياراتها التدميرية التي الحقت بلبنان وشعبه الاذى وعرضته للدمار والخراب .