مغامرة الاستثمار في السندات اللبنانية: فرص كبيرة رغم المخاطر العالية
منذ 7 ساعة
ويعاني كلا البلدين من أزمات اقتصادية حادة تتجلى في الهجرة والتضخم المفرط والتخلف عن سداد الديون، ما يجعل التعافي عملية طويلة وشاقة. ومع ذلك، يرى بعض المستثمرين في هذه السندات فرصة لتحقيق أرباح كبيرة، تشبه الفوز باليانصيب، نظرًا لأسعارها المتدنية.
يقول كلاوديو زامبا، مؤسس شركة "مانغارت كابيتال مانجمنت" السويسرية، التي تستثمر في كلا البلدين: "عندما تنخفض أسعار السندات إلى مستويات متدنية للغاية، يرى المستثمرون فيها فرصة واعدة. تجارب دول أخرى، مثل الأرجنتين التي أعادت هيكلة ديونها وتحسّن وضعها، تشجع المستثمرين على خوض هذه المخاطرة".
بعد تحقيق السندات الحكومية الدولارية ذات العائد المرتفع مكاسب كبيرة خلال عامي 2023 و2024، توجه المستثمرون نحو السندات السيادية الأرخص في العالم، بحثًا عن فرص جديدة. فقد تضاعفت قيمة السندات اللبنانية خلال الأشهر الثلاثة الماضية، بينما وصف متداولو "جيه بي مورغان سيكيوريتيز" السندات الفنزويلية بأنها "الرهان الأقوى لعام 2025". يعتمد هذا الاستثمار على احتمالية حدوث تغييرات سياسية، خاصة فيما يتعلق بسياسات الولايات المتحدة تجاه فنزويلا، ما قد يفتح الباب لإعادة هيكلة الديون.
شهد لبنان تطورًا إيجابيًا بانتخاب رئيس جديد للبلاد، وهو جوزاف عون، المدعوم من الولايات المتحدة، بعد فراغ رئاسي دام أكثر من عامين. كما أبدت مجموعة من حاملي السندات استعدادها لمناقشة إعادة هيكلة 30 مليار دولار من السندات الدولارية المتعثرة منذ عام 2020. ساهم هذا التطور، بالإضافة إلى التقارير عن تراجع نفوذ حزب الله، في تعزيز ارتفاع أسعار السندات اللبنانية. فقد ارتفعت قيمة السندات المستحقة في عام 2035 من حوالي 6 سنتات للدولار إلى حوالي 17 سنتًا. تتوقع بنوك مثل "دانسك بنك" و"بيكتت أسيت مانجمنت" و"بنك أوف أميركا" استمرار هذا الارتفاع ليصل إلى 20 سنتًا على الأقل، مع إمكانية تحقيق المزيد في حال تنفيذ الإصلاحات المطلوبة. يقدر زامبا قيمة استرداد السندات اللبنانية في حال إعادة الهيكلة بأكثر من 30 سنتًا، بينما يتوقع برونو جيناري من "كي إن جي سيكيوريتيز" أن تحرص السلطات الجديدة على تجنب الصراعات مع إسرائيل وحزب الله، ما يضع حدًا أدنى للتقييمات عند حوالي 13 سنتًا للدولار.
ويؤكد كارل روس، محلل الديون السيادية في شركة "جي إم أو"، أن "أسعار السندات منخفضة للغاية، ما قد يؤدي إلى عوائد جيدة على الأمديين المتوسط والطويل". ويضيف: "رغم وجود أسباب للتشاؤم، إلا أن الأسبوعين الماضيين شهدا بعض التطورات الإيجابية".
المصدر : وكالات