يعود التيار الوطني الحر ليؤكد مرة أخرى حقيقة تفويته الفرص وتحويل المبادرات الإيجابية إلى مشاريع مستحيلة.


 وفي قلب هذا المشهد، تصريح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في برنامج "صار الوقت" والذي ذكّر من خلاله رفض التيار الوطني الحر فرصة دعم كويتي لبناء معامل كهرباء. هذه الملاحظة لم تمر دون رد من التيار، الذي سارع إلى إصدار بيان دفاعي مليء بالتبريرات، غير أن الوقائع تكشف عن جوانب أكثر عمقاً في هذه القضية.

قدمت الكويت سابقاً، عبر صندوقها الإنمائي، عرضاً لبناء معامل الكهرباء. ورغم ترحيب الوزير جبران باسيل حينها بأي مساعدة تأتي ضمن إطار خطة الكهرباء، إلا أن الرد العملي على هذا العرض كان العرقلة وليس التنفيذ. التيار الوطني الحر لم يكتفِ بإفشال هذه المبادرة بل انتهج أسلوباً مشابهاً مع شركات عالمية كـ"سيمنز" و"جنرال إلكتريك"، حيث تم تجاهل العروض تحت حجج واهية، فيما الحقيقة التي يعرفها الجميع تكمن في غياب العمولة والصفقات المشبوهة في حال قبوله بهذه العروض.

يدافع التيار عن موقفه تحت ستار "خطة الكهرباء"، التي أُقرت بالإجماع في مجلس الوزراء وبقانون في مجلس النواب. لكن هذه الخطة، التي من المفترض أن تكون مفتوحة لأي مساعدة دولية، تحولت إلى قيد يبرر به التيار فشله في الاستفادة من المبادرات. اللافت أن هذه الخطة لا تتضمن رفض أي مساعدة دولية، بل أن رفض التيار يأتي نتيجة اعتبارات مصلحية وسياسية لا علاقة لها بالصالح العام.
ما يظهر بوضوح أن التيار الوطني الحر عانى من مشكلة بنيوية في التعامل مع أي عرض خارجي لا يوفر فرصة لتحقيق مكاسب خاصة. فالمبادرات الشفافة والخالية من شبهات الفساد لا تجد طريقها إلى التنفيذ، بينما تتحول الصفقات المريبة إلى مشاريع يتم تسويقها تحت عناوين الإصلاح والتنمية.
أزمة الكهرباء المستمرة في لبنان ليست إلا انعكاساً لفشل سياسات التيار الوطني الحر في إدارة هذا الملف منذ أكثر من عقد. من رفض المبادرات الخارجية إلى الإصرار على عقود مشبوهة ومشاريع غير مكتملة، يعيد التيار إنتاج نفس السياسات التي تساهم في تفاقم الأزمة.
إن رد التيار الوطني الحر على تصريحات سمير جعجع لا يغير من حقيقة واضحة: لبنان دفع وما زال يدفع ثمناً باهظاً بسبب الأداء الفاشل للتيار في قطاع الكهرباء.  ومع حاجة لبنان الى تطوير القطاع، يواصل التيار تبرير عجزه السابق في القطاع بشعارات الإصلاح والتغيير التي اكتشفها الشعب اللبناني مع الوقت.

إلى متى سيظل التيار الوطني الحر يبرر الفشل؟ والأهم، إلى متى سيبقى لبنان رهينة لهذه السياسات؟
الخلاصة، في ردّ "التيار" الأخير تأكيد على صوابية كلام سمير جعجع!


المصدر : Transparency News