لقاء حواري بيروتي جامع مع النائبين عماد الحوت ووضاح الصادق
منذ 6 ساعة
انعقد اللقاء بحضور سعادة رئيس بلدية بيروت الأستاذ عبدالله درويش والنائبين السابقين محمد الأمين عيتاتي وعمار حوري، ورئيس اتحاد جمعيات العائلات البيروتية السابق رياض الحلبي ورئيس ملتقى بيروت الدكتور فوزي زيدان ورئيس المركز الإسلامي عائشة بكار الأستاذ علي عساف
وعضو المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى رئيس متخرجي المقاصد الأستاذ مازن شربجي والقاضي ميسم النويري والشيخ إبراهيم الحوت وأعضاء من بلدية بيروت ومن اتحاد جمعيات العائلات ورؤساء مراكز ثقافية ودينية ومخاتير وأمنيين ورؤساء جمعيات وممثليهم بالإضافة الى عدد من الإعلاميين والصحافيين وممثلي النقابات وأعضاء اللقاء خليل قباني ومحمود اللادقي وسنا الرافعي ومحمد الوفائي وفؤاد مطر وعفيف جارودي وصائب كلش وعمر شاتيلا وملك عيتاني ومازن مزبودي .
استهل اللقاء بكلمة لرئيس اللقاء المحامي رامي عيتاني الذي رحّب فيها بالحاضرين بموسم اللقاء الجديد المنعقد للسنة السادسة على التوالي حاملًا معه هموم بيروت وأهلها في كل لقاءاته، وأضاف عيتاني، لقد خرجنا من الحرب أحياء والحمد لله لكن للأسف غير سالمين، لقد مررنا بأسوأ لحظات، مرت بتاريخ هذا البلد في جنوبه وضاحيته وبقاعه، بالإضافة إلى ما عاشه أهل بيروت من استهداف غير مسبوق بين أحيائها الضيّقة في البسطة والنويري والباشورة والكولا ورأس النبع ومار إلياس والحمرا وقصقص والطيونة وزقاق البلاط وغيرها .. شهران ونيّف من الخوف والرعب وجهل المصير والمستقبل لا حدود فيها ولا خطوط حمراء ، إذ إنها حرب من نوع آخر وأخطر لا هيبة فيها لكبير ولا محصن أمام آلة القتل والخيانة والمؤامرات الكبرى، شهدنا فيها حقًّا تنفيذًا لوعد صادق من نوع آخر، إنّه الشرق الأوسط الجديد البعبع الذي سمعنا فيه يومًا مذ كنا جهلة ولا زلنا للأسف أمام عالم كبير مجنون يخطط ويقرر وينفّذ عنا٠
لقد تغيّرت الخرائط؛ وتغيّر وجه لبنان والمنطقة على حد سواء، إنّها الحرب بكل معانيها وتفاصيلها؛ حيث الخسائر البشرية غير مرقومة تمامًا لغاية اللحظة، أما الخسائر المادية فبالمليارات، بالإضافة إلى إعادة البلد إلى الوراء عشرات السنين زيادة على ما سبقها من عشرات مماثلة٠
وذكّر عيتاني بتفجير مرفأ بيروت الذي لم يكن يومًا وليدة لحظته كما ظن البعض، ولم يكن يتيما أيضًا، بل جاء تمهيدًا وتحضيرًا لهذه اللحظة الصعبة وجسر عبور للزلزال الذي ضرب المنطقة برمتها من غزة الجريحة مرورًا بلبنان وإيران والعراق واليمن وانتهاء بتحرير سوريا من نظام آل الأسد القاتل عشية انتهاء الحرب في لبنان وخلال عشرة أيام فقط؛ حيث إنها مدة قصيرة لكنها كافية، لينسى العالم كله ضحايا العشر سنوات من القتل والتدمير والتهجير .
واضاف بأن ما حصل رسم لدى الجميع سؤالًا لا جواب له عما يحصل في المنطقة ؟
وشدد عيتاني على أن الخارطة الجديدة ومعها الحرب ساهما، للأسف، في انتهاء العقد الدستورية العالقة من انتخاب رئيس للجمهورية حاملًا معه خطاب القسم الذي رسم خارطة لبنان الجديد بكل ما تضمنه وبكل ما تقصد عدم تضمينه، إلى تسمية رئيس حكومة جديد، إلى قرب تأليف حكومة جديدة من الاختصاصيين، إلى إطلاق عجلات انتظام عمل المؤسسات القضائية والأمنية والانتخابات البلدية والتحضير لدراسة قانون انتخابيّ جديد إلى ما هنالك من أسباب جديدة ،
ثم كانت مداخلة للنائب الدكتور عماد الحوت الذي ركّز فيها على أبرز المتغيرات التي بدلّت مشهدية المنطقة في المرحلة الأخيرة، بدأت مع المتغير الاقتصادي نتيجة تغير الأوضاع في سوريا وسقوط النظام؛ حيث تراجعت أسباب الأزمة المرتبطة بوجود النظام أي عمليات التهريب من لبنان وسوريا، والحصار المالي الأميركي الناتج من قانون قيصر، والانكفاء العربي الذي بقي معه تحدٍّ واحد متعلق بالإصلاحات ومحاربة الفساد وتعزيز الثقة والتعاون مع الدول العربية بعد عودة لبنان للحضن العربي، ثم المتغير المتعلق بانتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة بعد سنتين وشهرين من الفراغ الرئاسي المتعمد بالتعطيل، وكيف أن تغيّر التوازنات الداخلية بعد العدوان الاسرائيلي على لبنان وسقوط النظام السوري أدى إلى تفعيل اللجنة الخماسية وإنجاز الاستحقاق الرئاسي في التاسع من كانون الثاني، وكيف أن، في المقابل، اختيار رئيس الحكومة كان في الحقيقة اختيارًا بين استمرار الممارسات السابقة والمحاصات والسيطرة على القرار وبين إعطاء الفرصة لوجه جديد لعله يأتي بذهنية جديدة في إدارة الدولة مما يلبي رغبات الكثير من اللبنانيين وطموحهم، فكان خيار القاضي نواف سلام الذي وضع كلًّا من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف أمام تحدي أداء مختلف يستعيد ثقة اللبنانين والتكامل بين الرئيسين لتنفيذ عناوين خطاب القسم.
وعرج الحوت على المتغير الثالث نتيجة للعدوان الإسرائيليّ على لبنان.
مذكرًا بأن الكيان الإسرائيلي صاحب طبيعة عدوانية تجاه لبنان وانه كان قد أعلن عن نواياه عدة مرات عدّة قبل عملية طوفان الأقصى بشنّ الحرب على لبنان ولكن جاءت عملية الطوفان فغيرت كل الحسابات والأولويات لدى العدو.
واضاف أنّ أهمّ تداعيات العدوان الإسرائيليّ على لبنان هو تغير موازين التأثير الخارجي مع تراجع التأثير الإيراني خصوصًا مع سقوط النظام السوري، وكيف أن تعاظم التأثير الأمريكي في لبنان له وجه سلبي نتيجة الانحياز الأميركي للكيان الاسرائيلي ووجه يمكن الاستفادة منه وهو وصول رئيس جديد للولايات المتحدة الامريكية يميل إلى تبريد توترات المنطقة، ليتفرغ لمواجهته الاقتصادية مع الصين، أما عن النتيجة الثانية فأوضح الحوت أنها قائمة على تعزيز دور الجيش اللبناني مما يتيح فرصة حقيقية لحوار داخلي جدي حول الاستراتيجية الدفاعية أو استراتيجية أمن قومي.
وعن المتغير الرابع استعرض الحوت كيفية سقوط النظام في سوريا
وعن أهم تداعيات هذا الحدث التي أدت الى تغير كبير في التوازنات السياسية الداخلية والخارجية في لبنان، ومن ثم كسر عزلة لبنان وفتح علاقاته العربية والخارجية، وعن الدور المتوقع للبنان في إعادة إعمار سوريا وتفعيل قطاع النقل البري للعالم العربي، والعودة التدريجية للنازحين.
وشدد الحوت على أن المطلوب حاليًّا علاقات ذات طبيعة جديدة تكاملية ولكن ندية مع إلغاء المجلس السوري اللبناني الأعلى، والتعاون على ضبط الحدود والمعابر غير الشرعية، ووضع ترتيبات لعودة النازحين، وعدم تدخل أي من البلدين بشؤون البلد الآخر، ووضع اتفاقات تعاون في مصلحة البلدين.
ثم كانت مداخلة النائب وضاح الصادق الذي استعرض فيها التطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة وتأثيرها المباشر في الوضع اللبناني، مشيرًا إلى أن الضغوطات الدولية، على الرغم من أهميتها، لم تكن وحدها العامل الحاسم، بل كان للدور المحلي والجهود الداخلية أثرٌ كبير في لفت انتباه المجتمع الدولي. وأوضح الصادق أن "صمود نواب المعارضة وبعض النواب المستقلين خلال السنوات الماضية، وخصوصًا في معركتي رئاسة الجمهورية وتأليف الحكومة، هو ما ساهم في الوصول إلى هذه المرحلة المفصلية؛ حيث أُعيد فتح الباب أمام عودة العرب ودول الخليج إلى المشهد اللبناني".
وأشار الصادق إلى التحديات التي تواجه اليوم عملية تأليف الحكومة، موضحًا أن هذه المهمة ليست سهلة في ظل تعقيدات المشهد السياسي وضرورة الحصول على ثقة المجلس النيابي. وشدّد على أن الحكومة المقبلة يجب أن تتمتع بمعايير صارمة لضمان فاعليتها ونزاهتها، منها اختيار وزراء، يتمتعون بالكفاءة، ورفض مشاركة النواب في الحكومة، بالإضافة إلى ضمان عدم ترشح أي وزير للانتخابات النيابية المقبلة. وأضاف: "أسماء الوزراء ستُحدد وفق معايير واضحة ومدروسة، ولن يكون رئيس الحكومة صندوق بريد ".
وأكد النائب الصادق أهمية استثمار المتغيرات الإقليمية والدولية لمصلحة لبنان، خصوصًا مع عودة الدول العربية والخليجية للاهتمام بلبنان ورغبتها في دعمه والاستثمار فيه. لكنه أوضح أن هذا الدعم مشروط بوجود حكومة فاعلة تعمل على مكافحة الفساد والحد من المحاصّة السياسية التي أضعفت الدولة ومؤسساتها.
وختم بقوله: "هذه الفرصة لا يجب أن تضيع، فلبنان أمام مفترق طرق، وعلينا الاستفادة من كل الدعم لإعادة بناء الدولة وتحقيق الاستقرار".
ثم كانت مداخلات من الحضور وأسئلة أجاب عنها كل من الحوت والصادق .