خاص- التيار الوطني الحر... هل نسيَ الـ"ما خلّونا"؟
منذ 6 ساعة
في لحظات "لبنان الجديد" وبعد انتهاء حقبة ماضي "الفشل" الذي شكّل التيار الوطني الحر احد أبرز عناوينه، من المفارقات أن التيار الوطني الحر، الذي تسلم وزارة الطاقة لسنوات طويلة، لا يزال يبرر إخفاقاته المتكررة بشعارات براقة، محاولاً إلقاء اللوم على الآخرين.
وعد تيّار "العتمة" اللبنانيين بحلول جذرية لأزمة الكهرباء. إلا أن الواقع كان عكس ذلك تماماً. ففي عام 2010، أعلن التيار عن خطة لإصلاح قطاع الكهرباء، متعهداً بتوفير التغذية الكهربائية 24/24 بحلول عام 2015. لكننا اليوم، وبعد أكثر من عقد، لا نزال نعيش الأزمة التي وضعنا وزراء التيار المتعاقبين في صلبها.
خطط متعاقبة قُدمت في 2010، و2019، و2022، جميعها فشلت في تحقيق أهدافها. لم نرَ سوى المزيد من التراجع في قطاع الطاقة، مع غياب أي خطوات تنفيذية ملموسة.
خلال أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخ لبنان، نجح التيار فقط في إيصال التغذية الكهربائية إلى "صفر ساعة" لمعظم المناطق اللبنانية، تاركاً الشعب وحيداً في مواجهة الغلاء والأزمات المتتالية.
إدارة التيار الوطني الحر لوزارة الطاقة لم تكن مجرد فشل إداري، بل كارثة اقتصادية حقيقية، حيث تسبب قطاع الكهرباء، بإدارته الفاشلة وصفقاته المشبوهة، في استنزاف خزينة الدولة اللبنانية بمليارات الدولارات.
بحسب تقارير عديدة، يشكل عجز قطاع الكهرباء حوالي نصف الدين العام اللبناني، نتيجة للهدر المستمر والسياسات الخاطئة.
بدلاً من الاعتراف بالفشل، يواصل التيار إلقاء اللوم على الآخرين، متجاهلاً حقيقة أن إدارة وزارة الطاقة كانت في قبضته لعقد ونصف من الزمن. لم تكن هناك أي مبادرة جدية أو شفافة لتحقيق تقدم في هذا الملف، بل كان التركيز دائماً على المحاصصة والمصالح الضيقة.
مشاريع بناء معامل ومصادر طاقة بديلة عُرقلت بسبب غياب التخطيط أو الرغبة في تحقيق مكاسب شخصية.
التيار الوطني الحر، الذي طالما تباهى بشعارات الإصلاح والتغيير، أثبت أنه غير قادر على تحقيق الحد الأدنى من وعوده.
وجواب التيار الدائم: "ما خلّونا"!