شهد العالم تحولات كبيرة في أنماط انتشار الفيروسات خلال فصل الشتاء، خاصة منذ ظهور فيروس كورونا المستجد الذي غيّر الكثير من المعادلات الصحية العالمية. وبينما اعتاد العالم التعامل مع موجات شتوية قاسية من كوفيد-19 في السنوات الماضية، يبدو أن هذا الشتاء يروي قصة مختلفة، مع تراجع تأثير كورونا وظهور تهديدات جديدة تتصدر المشهد، مثل الإنفلونزا وسلالات أخرى تثير القلق لدى الخبراء. فكيف تبدو صورة الأمراض الموسمية اليوم؟ وما هي التحديات الصحية التي تواجه المجتمعات؟


منذ انتشار فيروس كورونا المستجد في أنحاء العالم، اعتاد الناس مواجهة موجات شتوية صعبة، ولكن يبدو أن الأمور قد تغيرت هذا العام.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن الارتفاع المعتاد في حالات الإصابة بكورونا خلال الشتاء كان أقل حدة هذا الموسم، ويبدو أنه قد بلغ ذروته. وأضافت أن الفيروس أصبح أقل انتشارًا في مياه الصرف الصحي مقارنة بالشتاء الماضي، كما تراجعت معدلات دخول المستشفيات.

وأشارت الصحيفة إلى أن أمراضًا غير مألوفة برزت هذا الموسم، مثل الالتهاب الرئوي، الفيروس المخلوي التنفسي، نوروفيروس، وإنفلونزا الطيور، إلى جانب الإنفلونزا التي تحظى باهتمام أكبر من كوفيد-19، إذ تجاوز معدل دخول المستشفيات بسببها ثلاثة أضعاف في الولايات المتحدة.

ويرى الخبراء أن فصل الشتاء يوفر بيئة ملائمة لانتشار الفيروسات المحمولة جوًا. وقال ديمتري داسكالاكيس، مسؤول في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، الأسبوع الماضي: "حاليًا، الإنفلونزا هي الفيروس السائد. ورغم أننا نتابع كوفيد-19 بحذر تحسبًا لأي تغيرات، إلا أنه ليس الفيروس المهيمن في الوقت الراهن."

وتحدثت الصحيفة عن قلق متزايد لدى خبراء الصحة العامة من الإنفلونزا هذا العام، خاصة مع المخاوف بشأن سلالة H5N1 من إنفلونزا الطيور. وأوضحت أن معظم اختبارات الإنفلونزا لا تستطيع التمييز بينها وبين الإنفلونزا الموسمية، مما يزيد من احتمالية عدم اكتشاف حالات الإصابة بإنفلونزا الطيور.

وأضافت أنه إذا أصيب شخص بالإنفلونزا الموسمية وسلالة H5N1 في الوقت نفسه، قد يحدث تبادل للمواد الجينية بين الفيروسين، مما قد يؤدي إلى ظهور فيروس جديد أكثر قدرة على الانتشار بين البشر.

ويؤكد الخبراء على أهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية نفسها التي كانت متبعة في الشتاء الماضي، مشددين على ضرورة الحصول على لقاح الإنفلونزا وكوفيد-19، والبقاء في المنزل عند الإصابة، بالإضافة إلى غسل اليدين باستمرار.

 

 


المصدر : وكالات