أثار مختبر صيني صغير للذكاء الاصطناعي ضجة عالمية بعد الكشف عن الوصفة التقنية لنموذجه المتطور "ديب سيك"، الذي ينافس نماذج عمالقة التكنولوجيا في الولايات المتحدة رغم الفارق الكبير في الإمكانيات المادية.


ولم تقتصر هذه الخطوة على تحدي الشركات الأمريكية فقط، بل كانت بمثابة إشعال فتيل المنافسة مع الولايات المتحدة التي تسعى للحد من طموحات بكين في مجالات التكنولوجيا الفائقة.

في وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت شركة "ديب سيك" الصينية الناشئة عن إطلاق نموذجها DeepSeek-R1، الذي يعتمد على تقنيات متقدمة مثل التعلم التعزيزي الخالص لإنشاء نموذج ذكاء اصطناعي قوي ومفتوح المصدر. هذا النموذج ليس فقط من بين الأقوى في العالم، بل هو أيضًا متاح للجميع لفحصه وتعديله. كما طرحت الشركة تطبيقها الرسمي على متجر تطبيقات "أبل"، مقدمة تجربة مبتكرة وجديدة عبر نموذج "DeepSeek V3"، الذي يوفر مزايا تضاهي التطبيقات المدفوعة مثل ChatGPT، وهو مجاني للاستخدام.

إحدى النقاط المثيرة للاهتمام هي أن شركة "ديب سيك" قدمت ورقة تفصيلية حول كيفية بناء نموذج ذكاء اصطناعي يقترب من السلوك البشري بميزانية محدودة، مما يعكس قدرة على تحسين الذكاء الاصطناعي بشكل ذاتي دون إشراف بشري، وهو ما يعد اختراقًا كبيرًا في هذا المجال.

في حين أن الشركات الأمريكية الكبرى مثل "أوبن إيه آي" و"غوغل ديب مايند" تعد رائدة في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة، فإن الكشف الأخير لشركة "ديب سيك" أثار نقاشًا واسعًا في وادي السيليكون حول ما إذا كانت الشركات الأمريكية قادرة على الحفاظ على تفوقها التقني في مواجهة هذا التقدم الصيني.

من جهة أخرى، أصبح ليانغ وين فينغ، مدير صندوق التحوط ومؤسس شركة "ديب سيك"، شخصية محورية في الصين، حيث تم اختياره من بين قلة قليلة لحضور اجتماع مع رئيس مجلس الدولة الصيني، لي تشيانغ، الذي حث رجال الأعمال على دفع جهودهم لتحقيق اختراقات في التقنيات الأساسية.

تاريخ ليانغ في مجال الذكاء الاصطناعي يعود إلى عام 2021، حين بدأ في شراء آلاف وحدات معالجة الرسومات من شركة "إنفيديا" الأمريكية لمشروعه في الذكاء الاصطناعي، ما أثار استغراب البعض في البداية. ومع تزايد القيود الأمريكية على تصدير شرائح "إنفيديا" إلى الصين، كان فريق "ديب سيك" بالفعل في وضع جيد لتجاوز هذه التحديات بفضل معرفتهم العميقة بتقنيات الحوسبة.

هذا التركيز الفريد على البحث والابتكار، بالإضافة إلى مشاركة الاختراقات التقنية بدلاً من الاحتفاظ بها للأغراض التجارية، يجعل من شركة "ديب سيك" منافسًا قويًا في عالم الذكاء الاصطناعي.

 
 
 
 
 

المصدر : وكالات