بدل أن يكونوا درعاً واقياً لشعبهم، ها هم كعادتهم يحتمون به ويستعملونه لمآرب فرض واقع جديد لم يعد بمقدراهم فرضه.

وفي المحاولة الأخيرة، رأى الشعب اللبناني كل الصورة، بكل معانيها...

هكذا علق مرجع سياسي مخضرم على الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلدات الجنوبية.

لم تكن المرة الاولى التي يستخدم فيها حزب الله "الاهالي" وعلى الأرجح لن تكون. هذه المرة دفعهم الى الانتحار ايضا، بالرغم من وجود بعضا منهم الذي سار بكل قناعة وصدق الى قريته كهذه السيدة الجنوبية التي وقفت أمام الجنود الإسرائيليين مطالبة اياهم بالخروج من بلدتها. ولكن الآخرين كانوا وباعترافهم في الجنوب بسبب تكليف شرعيّ. هذا قد سبقه تنسيق وحملات على تطبيق "واتساب" يدعو الاهالي للعودة الى قراهم دون حساب ولا نصائح تحمي سلامتهم أو تطالبهم بالتنسيق مع الجيش اللبناني. يعلّق المصدر  نفسه، قالوا لهم وبلغة عاطفية  عودوا الى قراكم. وطبعا لم يتجرأ هذه المرّة حزب الله على التوقيع في أسفل الدعوة "الدعوة عامة - حزب الله".

نسّق مجموعاته بهدوء وأمّن الشحن اللازم وأطلق النداء مهتماً ببعض اللوجستيات التي لا تظهر تورطه بإدارة العملية، ولكن المراقب الجنوبي يعلم جيدا أن لهم اليد الطولى في كل شيء. "أرادوا شراء مشهديّة بكل ثمن"، حتى لو كلّف الأمر عشرات الضحايا وحتى مئات الأرواح! وكما في الجنوب، كذلك في شوارع بيروت وشرق صيدا، حيث سعى الى مشهدية أخرى، فعو يسعى لأمر واقع جديد لا نعلم بتكراره الى أين سيأخذ البلاد.