لا حكومة تُشبه حكومات الماضي
29-01-2025 09:32 AM GMT+02:00
لا حكومة تُشبه حكومات الماضي الذي سقط وولّى الى غير رجعة، فإما أن تتألف الحكومة وفقاً لمعيار واحد، ومداورة حقيقية تشمل كافة الحقائب، وأسماء مشهود لها بالكفاءة والنزاهة، وبالتالي تتألف حكومة تواكب انطلاقة العهد الجديد وتكون على قدر آمال اللبنانيين وطموحاتهم، كما تحظى بثقة واحترام المُجتمعَين الدولي والعربي، وإما ان تولد حكومة تكون امتداداً للحكومات السابقة، أي حكومة صفقات وفساد وزبائنية وسرقة وسمسرات...
فما المانع أن تتألف الحكومة من الكتل التي قامت بتسمية الدكتور نوّاف سلام، وتعارضها الكتل التي امتنعت عن تسميته، وفقاً لما يحصل في كافة دول العالم، بمعنى أن الأكثرية تحكم والأقلّية تُعارض، إلا في لبنان، فإن الأقلية التي خسرت في انتخابات رئاسة الجمهوية، كما خسرت في تسمية رئيس الحكومة، فإنها تريد المشاركة عبر الفرض وتحت وطأة التهديد بتخريب السلم الأهلي وتعريض أمن البلاد للخطر من خلال ممارسات غير مسؤولة، والمستهجن أنهم يُحدّدون الحقائب التي يريدونها والأسماء التي يختارونها، وكأن رئيس الحكومة هو صندوق بريد أو باش كاتب بأفضل حال...
لا يا سادة، لقد أسأتم التقدير، فما كان يصح بالأمس، بات مستحيلاً اليوم، فإما أن تشاركوا بشروط الدولة وإما أن تجلسوا على مقاعد المعارضة، وفقاً لمعادلة أمينكم العام الراحل: "قعدوا عاقلين، وتأدبوا"... فلم يعد من مكان بيننا لغير العاقلين والعقلاء والعقّال، وإلا فإن الدستور هو الفيصل وليس البلطجة، ولا الحرب الأهلية التي تلوّحون بها والتي يرفضها الشعب اللبناني برمته، لأن حربنا الحقيقية هي ليست مع شبّان مغرر بهم يرفعون رايات صفراء كورق الخريف المتساقط، ويهتفون بشعارات لا تحمل إلا الكراهية والحقد والإفلاس والهزيمة، بل حربنا هي لاستعادة الدولة وتحريرها من الفاسدين والسماسرة، ومن الطغاة والتجّار، ومن الذين استرخصوا دماء اللبنانيين كما حقول النفط والغاز... والسلام.
المصدر : Transparency News