من أزمة مصرفية إلى فلتان أمني.. جرائم السرقة والقتل تهز لبنان
منذ 2 ساعة
من مزرعة يشوع إلى الضبية، ومن الحازمية إلى الأشرفية، باتت هذه المناطق مسرحًا لحوادث متكررة، يُعزى معظمها إلى الأزمة الاقتصادية الخانقة التي دفعت اللبنانيين إلى الاحتفاظ بأموالهم في منازلهم، بالإضافة إلى الوضع في سوريا الذي دفع عددًا من السوريين الفارين للعودة إلى بلادهم مع غلة من المسروقات.
آخر الحوادث كانت في منطقة فسوح في الأشرفية، حيث حاول شخص يستقل دراجة نارية السطو على محل للصيرفة، وأطلق عدة رصاصات على أحد المواطنين مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة. وقبل ذلك، في محلة السيوفي، ارتكبت جريمة قتل كان هدفها السرقة، حيث قتل السبعيني نزيه الترك وسرق من منزله مبلغ كبير من المال ومصاغًا ثمينًا.
وفي منطقة الحازمية، شهدت المنطقة سلسلة من جرائم السرقة المروعة، أبرزها في مزرعة يشوع حيث أقدم عمال سوريون على قتل صاحب محطة محروقات في المحطة على طريق انطلياس- بكفيا، وعثر على الجثة مكبلة ومرمية داخل دورة المياه. أما الجريمة الأكثر بشاعة فكانت في الضبية، حيث قتل الشاب جورج روكز داخل معرضه لبيع السيارات بسبب سرقة سيارة "مرسيدس G Class"، حيث أطلق الجاني النار عليه بعد دخوله إلى مكتبه، ثم فر بالسيارة.
وفي منطقة بصاليم، قتل الأرشمندريت الأرمني أنانيا كوجانيان جرّاء تعرّضه لعملية سرقة في منزله. وكانت معلومات أمنية تحدّثت عن فقدان الإتّصال بكوجانيان من بعد ظهر أمس، فيما وجد جثّة هامدة في منزله. التّحقيقات جارية للكشف عن ملابسات الحادث وتحديد الجناة.
ومع كل فجر جديد، تتكشف المزيد من مشاهد السرقة والقتل التي باتت تؤرق اللبنانيين، وتدفعهم للتساؤل عن أسباب عدم عودة النازحين السوريين إلى بلادهم بعد سقوط النظام الذي كان السبب الرئيسي في نزوحهم. وعلى الرغم من أنه يجب عدم التعميم، فإن العديد من الجرائم تشير إلى أن مرتكبيها من السوريين، ما يفرض ضرورة وضع ملف النزوح على رأس أولويات الحكومة المقبلة.
وتؤكد مصادر أمنية أن هناك حاجة ماسة لزيادة التشدد في اتخاذ إجراءات عقابية صارمة وسريعة للحد من هذه الجرائم. ورغم الواقع السياسي المعقد وتأثيره على الوضع الأمني، تعمل الأجهزة الأمنية والعسكرية بكل جهد لضبط موجة الفلتان، مشيرة إلى أهمية التنسيق الأمني الفعال. وتؤكد المصادر أن الجهود الأمنية أثمرت في توقيف قاتل جورج روكز بسرعة، مما يعكس فعالية التنسيق بين الأجهزة الأمنية وانعدام الغطاء السياسي عن المجرمين.
المصدر : Transparency News + وكالات