أول مسؤول أجنبي.. تحديات وتوقعات: ماذا عن لقاء ترامب ونتنياهو في واشنطن؟
منذ 3 ساعة
و تعتبر الزيارة فرصة ذهبية لنتنياهو، الذي يواجه تحديات سياسية داخلية متزايدة، في وقت تشهد المنطقة هدنًا هشّة في كل من غزة ولبنان، حيث لعب ترامب دورًا محوريًا في التوصل إليهما، مما يجعله مسؤولًا عن ضمان استمراريتها.
ومع التوقعات بإيجابية اللقاء، فإن العلاقة بين الرجلين تشهد بعض التوترات التي لا يمكن تجاهلها. فكلاهما يحمل ذكريات من الخلافات الأخيرة، مثل رفض ترامب دعم الضم الجزئي للضفة الغربية الذي كان يروج له نتنياهو، بالإضافة إلى الخلافات التي نشبت حول تهنئة الأخير لجو بايدن بعد فوزه في انتخابات 2020.
ورغم هذه التحفظات، فإن كليهما بحاجة إلى الآخر في هذه المرحلة، إذ يروج ترامب لنفسه باعتباره الرئيس الأكثر دعمًا لإسرائيل، بينما يواجه نتنياهو ضغوطًا داخلية متزايدة بسبب محاكمته بتهم الفساد وضغوط الائتلاف اليميني لاستئناف الحرب في غزة.
اللقاء مع ترامب يشكل فرصة لنتنياهو لتحسين صورته في الداخل، لكنه لا يخلو من التحديات. فالمرحلة الثانية من الاتفاق الحالي تلزم حماس بالإفراج عن جميع الرهائن مقابل انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، وهو ما يعارضه الحلفاء المتطرفون لنتنياهو. وفي الوقت نفسه، يسعى نتنياهو لكسب الوقت مستندًا إلى ضمانات مزعومة من بايدن.
لكن ترامب، الذي يفضل إنهاء الحروب بدلًا من إشعالها، لن يمنح نتنياهو شيكًا على بياض. فالمراوغات الإسرائيلية قد لا تجد صدى طويل لدى ترامب، الذي لا يقبل إلا بالوضوح والمباشرة.
ومن التحديات الأخرى التي قد تعترض اللقاء، هو سعي ترامب لتحقيق اختراق دبلوماسي من خلال اتفاق تطبيع بين السعودية وإسرائيل، وهو ما قد يتطلب تنازلات إسرائيلية حول القضية الفلسطينية، وهو أمر قد يجد نتنياهو صعوبة في قبوله.
وفيما يخص إيران، قد تكون هناك نقطة خلاف بين الرجلين، حيث يأمل نتنياهو في دعم أمريكي ضد البرنامج النووي الإيراني، بينما يفضل ترامب سياسة الضغط القصوى دون التلميح إلى استخدام القوة العسكرية.
بالرغم من هذه التعقيدات، فإن اللقاء لن يشهد صدامًا علنيًا بين الرجلين، فكل منهما يعلم أن تجنب الخلافات هو المصلحة الحالية. ولكن الرسالة التي سيتلقاها نتنياهو من واشنطن ستكون واضحة: الولايات المتحدة بقيادة ترامب هي الطرف الأقوى في العلاقة، فهل على إسرائيل أن تحذر من تخطي الحدود المرسومة لها؟
المصدر : وكالات