الرسوم الجمركية الأميركية: تداعياتها وآثارها على الاقتصاد العالمي

وتعتبر الولايات المتحدة من أهم الشركاء التجاريين لهذه البلدان الثلاثة. في الأشهر الـ11 الأولى من عام 2024، بلغت قيمة الواردات الأميركية من كندا والمكسيك والصين أكثر من 1,2 تريليون دولار، وهو ما يمثل أكثر من 40% من إجمالي الواردات الأميركية. ورغم أن الصين تعد ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم، إلا أن اعتمادها على السوق الأميركية أقل بكثير مقارنةً بكندا والمكسيك، حيث تمثل الولايات المتحدة أكثر من 70% من صادرات هاتين الدولتين.

التأثيرات المحتملة 

1. المكسيك: تُعد المكسيك من بين الأكثر تضررًا بسبب قربها الجغرافي وارتباطها الوثيق بالتجارة مع الولايات المتحدة. وتوقع تقرير من "أكسفورد إيكونوميكس" أن ترفع الرسوم معدل التضخم في المكسيك إلى 6% سنويا، مقارنةً بـ 4,2% في كانون الأول/ديسمبر، بينما قد يتراجع البيزو بنسبة 7%.

2. كندا: من المتوقع أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى تراجع إجمالي الناتج المحلي الكندي بنسبة 2,7% هذا العام و4,3% في العام المقبل، ما يعمق الضغوط التضخمية. وقد تفاقم هذه الرسوم تداعيات الأزمات الاقتصادية المستمرة.

3. الولايات المتحدة: رغم أن الولايات المتحدة قد تتوقع بعض العوائد من هذه الرسوم، فإن التأثير سيكون واضحًا على الأسعار. سيتأثر المستهلك الأميركي بزيادة الأسعار على مجموعة واسعة من السلع مثل السيارات، الأفوكادو، الدواجن، النفط، وحتى هواتف "آيفون". التقديرات تشير إلى أن هذه الرسوم قد تخفض الناتج المحلي الأميركي بنسبة 0,4% على المدى الطويل، كما ستضيف حوالي 830 دولارًا إلى تكاليف كل أسرة أميركية هذا العام.

ردود الفعل الدولية

سارعت الدول الثلاث إلى الرد على هذه الخطوة، حيث أعلنت كندا عن فرض رسوم بنسبة 25% على منتجات أميركية تصل قيمتها إلى 155 مليار دولار كندي، على أن يبدأ التطبيق يوم الثلاثاء. وفي الصين، أكدت وزارة التجارة أنها ستتخذ "إجراءات مضادة موازية" لحماية مصالحها، في حين أكدت الخارجية الصينية أن "أحدًا لن ينتصر في حرب تجارية أو حرب رسوم جمركية". وفي المكسيك، أعلنت الرئيسة كلوديا شينباوم عن فرض رسوم جمركية انتقامية، دون تحديد التفاصيل.

 

المصدر : وكالات