وسط الدمار والمآسي التي خلفتها الحرب في غزة، تبرز قصص إنسانية تنبض بالأمل رغم الألم. "جنة"، طفلة لم تتجاوز الأشهر الأولى من عمرها، وجدت نفسها وحيدة بعد أن فقدت عائلتها بالكامل في القصف. لكن القدر رسم لها طريقًا آخر، حيث احتضنها الزوجان رامي العروقي وزوجته إيمان، ليمنحاها فرصة جديدة للحياة ويجدا فيها الحلم الذي طال انتظاره.


في غزة، حيث تحولت الطفولة إلى ضحية للحرب، لمع بصيص أمل وسط الدمار مع قصة الطفلة "جنة"، التي فقدت جميع أفراد عائلتها في القصف، لكنها وجدت منزلاً دافئًا يحتضنها.

الزوجان رامي العروقي وزوجته إيمان، اللذان حُرما من الإنجاب على مدى 23 عامًا، اتخذا قرارًا استثنائيًا باحتضان الطفلة التي لم يكن لها اسم بعد، ليطلقا عليها اسم "جنة"، تعبيرًا عن فرحتهم بها، ووصفها رامي بأنها "جنة على الأرض وحلم طال انتظاره".

منذ الأيام الأولى للحرب، كان رامي يتابع قصص الأطفال الذين فقدوا عائلاتهم، باحثًا عن طفل يمنحه حياة جديدة. وبعد رحلة طويلة مليئة بالتحديات، تمكّن مع زوجته من تبني جنة، رغم التعقيدات القانونية والثقافية التي تجعل تبني الأطفال في غزة أمرًا نادر الحدوث.

ورغم أن المعاملات القانونية ما زالت قيد الاستكمال لتسجيلها رسميًا، إلا أن وجود "جنة" في حياة الزوجين شكّل تحولًا كبيرًا، حيث باتا يعيشان تجربة الأبوة التي لطالما حلما بها.

قصة "جنة" ليست الوحيدة، فهناك آلاف الأطفال الذين فقدوا عائلاتهم بسبب الحرب، ومن بينهم الطفلة سيلا، ذات الخمس سنوات، التي فقدت والديها وشقيقاتها في القصف، وبُترت ساقها. واليوم، تتولى قريبتها آمنة الغفري رعايتها، في محاولة لمنحها حياة أقرب إلى الطبيعية.

وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن أكثر من 17 ألف طفل في غزة أصبحوا بلا عائلات، بينما تشير وزارة الصحة في غزة إلى أن عدد الأيتام بلغ 35 ألفًا خلال عام واحد. ومع ذلك، يظل العدد الفعلي غير دقيق بسبب صعوبة الإحصاء وسط الدمار والنزوح الجماعي.

هذه الأرقام تعكس مأساة مستمرة، لكنها أيضًا تسلط الضوء على الحاجة الماسة إلى تبنّي مبادرات إنسانية لمساعدة الأطفال الأيتام في غزة، سواء من خلال الكفالة أو توفير المأوى والتعليم لهم، لضمان مستقبل أكثر أمانًا لهم.


المصدر : وكالات