في خطوة تبرز التباين الكبير بين المواقف الدولية، دافعت باريس عن ضرورة تضمين "حزب الله" في الحكومة اللبنانية، مؤكدة أن الطائفة الشيعية جزء أساسي من الشعب اللبناني ولا يمكن استبعادها من أي تشكيل حكومي.


وجاء هذا الموقف الفرنسي ردًا على التصريحات الأخيرة لمبعوثة الرئيس الأمريكي، مورغان أورتاغوس، التي اعتبرت أن الحكومة اللبنانية يجب ألا تضم "حزب الله" باعتباره منظمة مدعومة من إيران.

أكدت السلطات الفرنسية أن رفض دمج الحزب في الحكومة قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة السياسية في لبنان، مما يعيق أي محاولة لتحقيق الاستقرار والتقدم. وترى باريس أن التعامل مع "حزب الله" كجزء من الواقع السياسي اللبناني هو أمر ضروري في إطار تحقيق التوازن الوطني، على الرغم من القلق الغربي حول تأثيرات الحزب الإقليمية.

كما شددت فرنسا على أنها تتفهم المخاوف الأمنية والسياسية المرتبطة بالحزب، لكنها تؤمن أن الحلول السياسية الفعالة في لبنان لا يمكن أن تكون ناجحة ما لم تشمل جميع الأطراف الفاعلة في الساحة السياسية، بما في ذلك "حزب الله". في هذا السياق، ترى باريس أن أي مسار للحل في لبنان يجب أن يتسم بالشمولية والمشاركة الواسعة لجميع القوى السياسية والمجتمعية، لتجنب تفاقم التوترات الداخلية وضمان استقرار البلاد في المستقبل.

 ومن جهة أخرى، تبذل باريس جهوداً كبيرة من أجل سحب إسرائيل قواتها من جنوب لبنان في الموعد المعلن 18 شباط/ فبراير، لكنها تعترف بالصعوبات التي تواجهها في إقناع تل أبيب بالانسحاب الكلي.

فالأخيرة تطالب بالمزيد من الضمانات من الجيش اللبناني لتعزيز انتشاره، وفرنسا التي تتفهم هذه الأسباب تجهد للحصول على المزيد من القدرات للجيش اللبناني كي ينتشر بشكل أوسع وأكثر فاعلية وينزع المبررات والحجج الإسرائيلية. وتريد إسرائيل ضمان أمن خمسة مواقع في الجنوب اللبناني تكون منزوعة من سلاح "حزب الله" قبل الانسحاب. وهذه المواقع الخمسة موجودة على تلال تطل على الجليل الأعلى، كما تقول إسرائيل.

 
 
 
 
 

المصدر : وكالات