مع اقتراب موعد الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية في 18 شباط الجاري، يشهد الجنوب توتراً متزايداً، حيث يكثّف جيش الاحتلال اعتداءاته وأعمال التجريف والتفجير في محاولة لفرض أمر واقع قبل مغادرته. في الوقت نفسه، تتواصل الاتصالات الدبلوماسية لضمان الالتزام بالموعد المحدد، وسط رفض لبنان لأي تأجيل لبقاء الاحتلال في التلال الاستراتيجية الخمس. وبينما تستعد نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، لزيارة بيروت لمتابعة التطورات، يتزايد التصعيد الميداني، مما يثير تساؤلات حول نوايا إسرائيل الفعلية قبيل انسحابها المرتقب.


تستعد نائبة المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، لزيارة لبنان في الأيام المقبلة لمتابعة ملف انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية في 18 شباط الجاري، وذلك بعد رفض لبنان أي تأجيل لبقاء الاحتلال في التلال الاستراتيجية الخمس: جبل بلاط، تلال اللبونة، العزية، العويضة، والحمامص.

في هذا السياق، عاد الحديث مجدداً عن اتصالات تُجرى لبحث إمكانية انسحاب إسرائيلي كامل من الأراضي اللبنانية في الموعد المحدد، مقابل تمركز بعض قوات "اليونيفل" وفريق أميركي من لجنة مراقبة تنفيذ الهدنة في التلال المذكورة، وسط استمرار المشاورات حول هذا الطرح.

ونقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن مسؤول أميركي أن واشنطن شددت على ضرورة التزام إسرائيل بالموعد النهائي للانسحاب في 18 شباط.

تصعيد ميداني قبيل الانسحاب

ميدانياً، كثّف جيش الاحتلال أعمال التفجير والتجريف والاعتداءات في قرى الجنوب قبيل انسحابه المرتقب، حيث أطلقت قواته المتمركزة عند أطراف بلدة العديسة النار باتجاه الأهالي. كما سجل انفجار جسم طائر مجهول الهوية في أجواء الناقورة، يُرجح أنه طائرة مسيّرة إسرائيلية انفجرت فوق مبنى بلدية الناقورة دون وقوع إصابات.

وفي تطورات أخرى، نفذ الاحتلال تفجيرات في الأحراج بأطراف عيتا الشعب، وتوغلت قوة مؤللة بين موقع الراهب وتلة الحدب. كما شهدت بلدتا مركبا وطلوسة عمليات حرق للمنازل، إلى جانب أعمال تجريف وحفر ورفع سواتر عند تلة الحمامص قبالة مستعمرة المطلة.

إلى ذلك، أقدم الجيش الإسرائيلي على هدم منازل في مارون الراس، فيما نفذ تفجيرات في بلدة بليدا. كما رُصد تحليق مكثف لمسيّرات إسرائيلية في أجواء البقاع الغربي وصولاً إلى البقاع الأوسط.

وفي سياق متصل، عثر مواطنون جنوبيون على كاميرات وأجهزة تنصت زرعها العدو في بلدة رب ثلاثين، في مؤشر على استمرار عمليات التجسس الإسرائيلية حتى اللحظات الأخيرة قبيل الانسحاب.


المصدر : اللواء