خاص- إيران بين التصعيد والفوضى: أزمات داخلية وضغوط خارجية وتحدٍ للهدنة في لبنان
منذ 3 ساعة
رغم الأزمات الداخلية الخانقة التي يواجهها النظام الإيراني، يواصل الحرس الثوري الإيراني نهجه التصعيدي، ليس فقط في الداخل، بل أيضًا عبر تدخله المستمر في المنطقة، لا سيما في لبنان. فبعد اتفاق الهدنة الذي أوقف إطلاق النار، تصر طهران على تسيير رحلاتها الجوية المشبوهة إلى بيروت، ما يشير إلى سعيها لتمويل حزب الله ماليًا، والحفاظ على قوته العسكرية كأداة لزعزعة الاستقرار وتمييع أي فرصة لتهدئة حقيقية.
في 12 فبراير، أطلق مجيد خادمي، رئيس منظمة حماية المعلومات في الحرس الثوري، تهديدًا صريحًا بقوله: "إذا تعرضت مصالحنا للخطر، فسنجعل مصالحهم مهددة في جميع أنحاء العالم." هذه التصريحات تأتي في ظل ضغوط غربية متزايدة، وتعكس السياسة الإيرانية القائمة على التصعيد المستمر، سواء داخليًا عبر القمع، أو خارجيًا عبر دعم الميليشيات المسلحة.
على الصعيد الاقتصادي، تتفاقم الأزمة في إيران مع انهيار الريال وارتفاع التضخم، ما يهدد بتفجير احتجاجات جديدة. ورغم ذلك، يواصل النظام الإيراني تمويل أذرعه الخارجية، بما في ذلك حزب الله، على حساب الشعب الإيراني. صحيفة "آرمان ملي" حذرت من أن استمرار التدهور الاقتصادي دون حلول قد يؤدي إلى "عواقب اجتماعية كارثية."
أما الملف النووي، فيشهد تدقيقًا متزايدًا من قبل المجتمع الدولي. صحيفة "فرهيختكان" كشفت أن الدول الغربية تضغط على الوكالة الدولية للطاقة الذرية لاتخاذ موقف أكثر تشددًا تجاه طهران، مما قد يؤدي إلى فرض قيود إضافية تعمق أزمة النظام. في المقابل، تواصل إيران تصعيد أنشطتها النووية في محاولة لخلق أوراق تفاوض جديدة.
في ظل هذه التطورات، يبرز الدور التخريبي للحرس الثوري الإيراني، حيث لم تعد رحلاته إلى لبنان مجرد مسألة تجارية أو عسكرية، بل باتت أداة لخرق الهدنة وإعادة خلط الأوراق في المنطقة. هذه الرحلات، التي تتجاوز سلطة الدولة اللبنانية، تكرّس هيمنة طهران وتعرّض الأمن الإقليمي للخطر، ما يؤكد أن إيران لا تزال تراهن على الفوضى كوسيلة لضمان نفوذها، حتى وإن كان ذلك على حساب استقرارها الداخلي.