خاص - وقائع من مواجهة لم تنشر تفاصيلها: هكذا رفض الأردن خطة ريفييرا غزة
منذ 10 ساعة
استحوذ ترامب على غالبية وقت الاجتماع، مقدمًا ما بدا وكأنه إملاءات صريحة للملك، مطالبًا إياه بتخصيص مساحة من الأراضي الأردنية قرب منطقة الأزرق لتوطين مليون فلسطيني من سكان غزة. قابل الملك هذا الطلب بحزم ولباقة دبلوماسية، رافضًا المقترح بشكل قاطع، مما أثار دهشة ترامب الذي لم يتوقع هذا الموقف.
خلال الاجتماع،ناور ترامب زاعماً أن دولًا عربية مثل السعودية والإمارات ومصر قد أبدت موافقتها على مخطط تهجير الفلسطينيين من غزة وتحويلها إلى منطقة سياحية، وهو ما استنكره الملك عبد الله بشدة، مستندًا إلى تأكيدات شخصية من قادة هذه الدول، بعدم قبولهم للخطة المدمرة. لم يخفِ ولي العهد الأردني شعوره بالاستفزاز من نبرة ترامب، خاصة عندما ألمح الأخير إلى أن المساعدات الأمريكية السنوية للأردن مرهونة بموافقته على هذا المشروع.
بعد ما يزيد على ساعة من حوار عقيم، تفاجأ الملك وولي العهد بمؤتمر صحفي غير مخطط له، بدا وكأنه محاولة لإحراجهما علنًا. غادر الملك بعدها البيت الأبيض، متجهًا إلى مقر إقامته، حيث تواصل معه وزير الخارجية ماركو روبيو سعيًا لتهدئة الأجواء، مؤكدًا احترام الولايات المتحدة لشخص الملك ومحاولًا تفسير موقف ترامب على أنه لم يكن يقصد الإحراج والاستفزاز.
في أعقاب الاجتماع، أثار السلوك الأمريكي استياء عدد من قيادات الكونغرس، بمن فيهم رئيس مجلس النواب جيمس مايكل جونسون، والسيناتور ليندسي غراهام، الذين تواصلوا مع الملك لتقديم اعتذاراتهم. وفي محاولة لاحتواء الموقف، أجرت الإدارة الأمريكية مشاورات مكثفة، افضت الى صدور مواقف عن ترامب لمحاولة احتواء ما قام به.
لقد عكست هذه المواجهة موقف الأردن الثابت ضد أي حلول للقضية الفلسطينية تكون على حساب أمنه واستقراره، وأكدت مجددًا على موقف الملك عبد الله الثاني بأن الحل الوحيد يكمن في إقامة دولة فلسطينية مستقلة على التراب الوطني الفلسطيني، وهذا ما سيكون واضحاً في مقررات الاجماع العربي الذي سيصدر قريباً.
المصدر : Transparency News