أعلن اللواء الثامن، أحد أبرز التشكيلات العسكرية في جنوب سوريا بقيادة أحمد العودة، رسميًا حل نفسه ووضع كافة أسلحته وعناصره تحت تصرف وزارة الدفاع السورية، وذلك في بيان تلاه الناطق الرسمي باسمه العقيد محمد الحوراني، عبر تسجيل مصوّر بث الأحد.


وقال الحوراني في بيانه: "نحن أفراد وعناصر وضباط ما يعرف سابقاً باللواء الثامن نعلن رسمياً حل هذا التشكيل، وتسليم جميع مقدراته العسكرية والبشرية إلى وزارة الدفاع السورية". وأضاف أن هذا القرار جاء "انطلاقاً من الحرص على الوحدة الوطنية وتعزيز الأمن والاستقرار والالتزام بسيادة الدولة".

ويأتي هذا التطور بعد يومين من اضطرابات شهدتها بلدة بصرى الشام في ريف درعا الشرقي، انتهت باتفاق رعاه وجهاء محليون، سمح بدخول عناصر الأمن العام التابعين لوزارة الداخلية لبسط الأمن، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

تبدّل في موازين الجنوب

يُعد اللواء الثامن التابع سابقًا للفيلق الخامس المدعوم روسيًا، من أبرز القوى العسكرية التي احتفظت بسلاحها بعد اتفاقات التسوية في جنوب سوريا، واستمر في لعب دور سياسي وعسكري في المنطقة، وكان يقود "غرفة عمليات الجنوب"، وهي ائتلاف لفصائل شاركت في السيطرة على دمشق بعد فرار الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي.

ورغم لقائه بـ أحمد الشرع، القائد الانتقالي للإدارة الجديدة، عقب سقوط دمشق، غاب أحمد العودة عن الاجتماع القيادي في 25 ديسمبر، الذي شهد إعلان أغلب الفصائل المسلحة الانضواء تحت وزارة الدفاع. وكان اللواء الثامن من بين المجموعات التي تمسّكت بسلاحها ومعداتها الثقيلة، قبل أن تعلن تفكيك نفسها رسميًا.

تحولات ما بعد دمشق

وتأتي خطوة حل اللواء الثامن في سياق مرحلة جديدة تشهدها سوريا، بعد سيطرة فصائل مسلحة بقيادة "هيئة تحرير الشام" على دمشق في ديسمبر 2024، في هجوم بدأ من الشمال السوري في 27 نوفمبر، وأدى إلى نهاية حكم عائلة الأسد الذي استمر أكثر من نصف قرن.

ويُنظر إلى انضمام الفصائل الجنوبية تدريجيًا إلى وزارة الدفاع على أنه مؤشر على توجه نحو مركزية أمنية جديدة، في ظل محاولات الإدارة الانتقالية بسط سيطرتها عبر المؤسسات الرسمية.

 


المصدر : وكالات