علماء برازيليون يكتشفون أقدم دليل على وجود النمل في التاريخ

أعلن فريق علمي برازيلي عن اكتشاف أقدم حفرية معروفة للنمل في العالم، تعود إلى نحو 113 مليون سنة، في إنجاز علمي بارز يعيد كتابة تاريخ تطور الحشرات.
العثور على الحفرية تم في تكوين كراتو الجيولوجي شمال شرق البرازيل، المعروف باحتوائه على حفريات محفوظة بدقة من العصر الطباشيري.

وتنتمي الحفرية لفصيلة نادرة منقرضة تعرف باسم "نمل الجحيم" (hell ants)، والتي تميزت بسمات تشريحية فريدة لم تعد موجودة لدى النمل الحديث. فقد امتلكت فكوكا متجهة إلى أعلى تشبه المنجل، بدلاً من الفكوك الجانبية أو السفلية التقليدية، بالإضافة إلى نتوءات فوق الفم تُستخدم للإمساك بالفريسة وسحقها، ما يشير إلى استراتيجيات صيد متطورة ومختلفة جذريًا عن تلك التي يعتمدها النمل المعاصر.

وأكد الباحثون أن الحفرية تقدم دليلاً قاطعاً على وجود النمل قبل 113 مليون سنة، متجاوزة أقدم السجلات الأحفورية السابقة التي لم تتعدَ 100 مليون سنة. والأكثر إثارة أن السمات المتخصصة للنملة البدائية تشير إلى أن التطور باتجاه أنماط المعيشة المتخصصة حدث بشكل أسرع مما كان يُعتقد سابقًا.

المفارقة أن هذا الكشف العلمي المهم جاء نتيجة إعادة دراسة عينات محفوظة منذ سنوات طويلة في متحف علم الحيوان بجامعة ساو باولو، مما يبرز أهمية إعادة فحص المجموعات المتحفية.

جغرافياً، يوسع هذا الاكتشاف نطاق انتشار "نمل الجحيم" المعروف سابقًا في ميانمار وفرنسا وكندا، ليشمل أيضاً أمريكا الجنوبية، مما يشير إلى أن هذه الكائنات كانت واسعة الانتشار عبر قارة غوندوانا العظمى قبل انفصالها، مقدماً أدلة جديدة على أنماط انتشار الحشرات في العصور الجيولوجية القديمة.

المصدر : وكالات