أعلن رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور نيّته الجدية نقل أحد استثماراته الفندقية من لبنان إلى خارج البلاد، بعد سنوات طويلة من الدعم والثقة بلبنان وشعبه، مؤكدًا أن ما دفعه إلى هذه الخطوة غير المسبوقة هو شعوره العميق بأن “لبنان لم يعد يريد الاستثمار ولا الأمن ولا النهوض”.


في حديثه عبر “بودكاست خلف بودكاست”، أطلق الحبتور سلسلة مواقف حادة تجاه الوضع اللبناني، واصفًا ما يجري بأنه “غياب تام للقرار، واستسلام كامل من اللبنانيين للواقع”، مضيفًا: “لأول مرة في حياتي أقول لا يوجد أمل… اللبناني يبدو مرتاحًا للعيش في هذا الجحيم، وإذا كان كذلك فالله يريحه”.

الحبتور الذي يملك استثمارات فندقية وعقارية في لبنان، أشار إلى أن دراسات جدية أُعدت خلال الأشهر الماضية، بالتعاون مع كبار المهندسين من دول عدة، تهدف إلى تفكيك فندق “المتروبوليتن” في سن الفيل ونقله إلى بلد مجاور، إما سوريا أو الأردن. وقال: “وضعت التصوّر الهندسي بنفسي، واجتمعت مع مهندسين من الصين ونيوزيلندا وأمريكا وأوروبا، ووجدنا آلية واقعية لفصل المبنى ونقله بحراً، بعدما أُغلق باب الاستثمار كليًا في لبنان”.

وأكد الحبتور أن “المشكلة ليست في المال ولا في الإمكانيات، بل في غياب القرار الواحد، وفي استمرار هيمنة زعامات لا تمثل مشروع دولة”. وأضاف: “لا يمكن أن تقوم دولة بوجود أكثر من قبطان… لبنان بحاجة إلى حاكم واحد صاحب قرار وطني، لا زعيم طائفة ولا قائد ميليشيا”.

وعن الوضع الأمني، لفت إلى أن “لبنان لا ينقصه شيء، لكن الأمن مفقود، والناس خائفة، وهذا أساس الانهيار الاقتصادي. متى ما عاد الأمن، عاد الاستثمار، وعادت الحياة”، مشيرًا إلى أن “فترة الرئيس لحود والحريري كانت نموذجية، الأول أمّن البلاد، والثاني شغّل الاقتصاد”.

وعن رأيه بسلاح “حزب الله”، قال الحبتور بصراحة لافتة: “أين ضربوا إسرائيل؟ لم تُقتل دجاجة ولا سمكة! كل ما يفعلونه لا يعيد للبلد كرامته ولا يحميه. من لا يعرف استخدام السلاح لا يرفعه”.

وفيما خص انتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيسًا للجمهورية، عبّر الحبتور عن دعمه المطلق له، مشيرًا إلى أنه “رجل نظيف ووطني، ويملك القدرة على فرض الأمن في 24 ساعة إذا أراد”. وأكّد أنه تواصل معه سابقًا ووجّه له رسائل دعم مباشرة.

وعن الاقتصاد اللبناني، قال الحبتور إن “الاقتصاد يمكن أن ينتعش في ستة أشهر إذا فُتح الباب أمام الاستثمار”، لكنه اشترط “عودة الأمن، واستعادة الثقة، ومحاسبة من خرب البلاد”. وأضاف: “لا أؤمن بإصلاح البنوك اللبنانية الحالية، الثقة بها صفر، وإذا لم تدخل مصارف دولية وخليجية، فلا أحد سيودع ليرة واحدة”.

وفي الختام، ورغم لهجته الغاضبة، شدد الحبتور على أن “محبته للبنان لا تموت”، لكنه قالها بمرارة: “زمان كنت أمشي في سن الفيل ويُنادى عليّ من كل شرفة لأشرب قهوة… اليوم لا أدري ما الذي حصل، البلد تغيّر كثيراً، لكني أؤمن أن لبنان سيعود إذا أزيحت هذه الطبقة السياسية”.