تسود الضاحية الجنوبية حالة من الغليان الشعبي والاستياء العارم، على خلفية الاعتداء السافر الذي تعرّض له الشيخ ياسر عودة من قبل المختار محمد كامل شحرور، في مشهدٍ أثار صدمة واسعة على مختلف المستويات الاجتماعية والدينية.


ورغم أنّ آراء الشيخ عودة لا تحظى دائمًا بإجماع أو قبول لدى الجميع، إلا أن أسلوب التعدّي الجسدي عليه يشكّل انتهاكًا صارخًا لحرية الرأي والتعبير، ويُعبّر عن تراجع خطير في منسوب التسامح والحوار، لصالح منطق الترويع والإلغاء. فأن يُقدِم أحدهم، لا سيما من يحمل صفة رسمية كمختار، على ممارسة العنف بهذا الشكل، يُعدّ سابقة تستوجب تحركًا سريعًا من قبل الأجهزة الأمنية والقضائية، حفاظًا على هيبة الدولة وكرامة المواطنين.

وقد شهدت مواقع التواصل الاجتماعي سيلًا من ردود الفعل الغاضبة، حيث عبّر ناشطون وفاعليات عن تضامنهم مع الشيخ عودة، مطالبين بتوقيف المعتدي فورًا ومساءلته قانونيًا، منعًا لتكرار مثل هذه الأفعال، وكي لا تتحول الضاحية – وغيرها من المناطق – إلى ساحات تصفية حسابات فكرية ودينية بالعنف.

إن ما حدث ليس حادثًا عابرًا، بل ناقوس خطر برسم العهد، ووزارة الداخلية، والقضاء، لأن الصمت أو التراخي حيال هذه الجريمة قد يُفسَّر على أنه تواطؤ أو تشجيع ضمني على قمع الحريات وتكريس شريعة الغاب بدل سيادة القانون.


المصدر : Transparency News