الأمن السوري يضبط... فهل يتحرك لبنان لضبط الحدود؟
16-06-2025 11:11 AM GMT+03:00
تزايدت المخاوف الأمنية في لبنان عقب إعلان السلطات السورية عن ضبط شحنة أسلحة نوعية كانت في طريقها إلى الأراضي اللبنانية، مخبأة داخل شاحنة خضار. الشحنة شملت ذخائر خفيفة وصواريخ موجهة من طراز "كورنيت"، في حادثة كشفت عن شبكة تهريب معقدة تمتد من العمق السوري إلى لبنان.
وبحسب مديرية الأمن الداخلي السوري، فقد جرى توقيف سائق الشاحنة في منطقة القصير بريف حمص، وإحالته إلى القضاء، في خطوة عكست تصاعد التحديات الأمنية المرتبطة بالمعابر غير الشرعية بين البلدين.
وكشفت مصادر سورية مطلعة لصحيفة "نداء الوطن" أن الشحنة المضبوطة مصدرها إيران، وأن شبكة التهريب يقودها عناصر من فلول النظام السوري السابق، بالتنسيق مع ضباط في استخبارات "الحرس الثوري الإيراني". وأشارت المصادر إلى أن هذه الشبكة تُشغّل "ممراً آمناً" يمتد عبر مناطق خارجة عن سيطرة الحكومة السورية، وتنسق مع عصابات تهريب لبنانية لضمان إيصال الأسلحة إلى داخل لبنان.
نفوذ إيراني متزايد
المصادر ذاتها أكدت أن التحركات المرتبطة بالحرس الثوري تكثّفت على الحدود السورية-اللبنانية، بإشراف مباشر من ضباط إيرانيين، وبقيادة شخصيات نافذة في النظام السوري السابق، مثل جميل الحسن (مدير المخابرات الجوية الأسبق)، وسيم الأسد (ابن عم بشار الأسد)، ومقداد فتيحة (قائد لواء درع الساحل).
القصير... عقدة أمنية مفتوحة
رغم استعادة السيطرة الرسمية على مدينة القصير الواقعة على الحدود اللبنانية، تبقى المنطقة بؤرة توتر، كونها نقطة عبور رئيسية للأسلحة نحو البقاع اللبناني، بغطاء سابق من "حزب الله" والميليشيات المتحالفة معه. ورغم التراجع الظاهري لنشاط تلك الميليشيات، فإنها ما تزال تحتفظ بعلاقات مع الوسطاء ضمن شبكات التهريب.
وتُظهر المعطيات الميدانية ضعفاً في التنسيق الأمني بين لبنان وسوريا، ما يسمح باستمرار عمليات التهريب دون عوائق تُذكر، في وقت تبدي فيه واشنطن قلقاً متزايداً حيال التزام بيروت بقرار مجلس الأمن 1701، وسط تحذيرات جدية بضرورة ضبط الحدود.
تحذيرات من انفجار أمني
ترى مصادر لبنانية أن التساهل مع عمليات التهريب، لا سيما تلك التي تنقل شحنات إيرانية متطورة، يفتح الباب أمام مخاطر تفجر أمني قد يجر البلاد إلى صراع بالوكالة، لا يضع في الاعتبار مصلحة لبنان واستقراره. واعتبرت أن حادثة "شاحنة الخيار" ليست إلا رأس جبل الجليد، في ظل استمرار الصمت الرسمي اللبناني.
وحذّرت المصادر من أن استمرار هذا النهج سيُفاقم التوترات ويهدد الأمن الوطني، داعية إلى خطة أمنية شاملة لضبط الحدود، بعيداً عن أي حسابات سياسية أو تغاضٍ متعمد عن تفاقم هذه الظاهرة الخطيرة.
المصدر : نداء الوطن
