يتميز لبنان بطبيعته الخلابة وغاباته الكثيفة، التي كانت شاهدة على قرون من التاريخ. ومع ذلك، فقد شهد لبنان في السنوات الأخيرة تفاقمًا في ظاهرة قطع الأشجار المعمّرة، مما يشكل تهديدًا بيئيًا وأزمة مناخية.


 

وفقًا لموقع "مراقبة الغابات العالمية"، فقد لبنان في عام 2021 ما يُقدّر بـ 6,730,000 متر مربع من غاباته. ويُعد هذا الرقم الضخم جزءًا من اتجاه مُقلق بدأ في عام 2019، تزامنًا مع ارتفاع أسعار مواد التدفئة والأنشطة غير القانونية لقطع الأشجار.

يؤدي قطع الأشجار إلى تعطيل التوازن البيئي، وينتج عنه مجموعة من التأثيرات الضارة، أهمها:

زيادة انبعاثات الكربون: تؤدي الأشجار كمستودعات طبيعية للكربون، حيث تمتص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي أثناء عملية التمثيل الضوئي. إن تقليص أعدادها يعطل هذه العملية الحاسمة، مما يؤدي إلى زيادة انبعاثات الكربون والمساهمة في ارتفاع مستويات الغازات الدفيئة، وبالتالي تكثيف ظاهرة الاحتباس الحراري وعدم استقرار المناخ.
فقدان التنوع البيولوجي: تؤدي الأشجار دورًا محوريًا في الحفاظ على التنوع البيولوجي. فالغابات هي موائل غنية تدعم مجموعة واسعة من النباتات والحيوانات، وتعزز النظم البيئية المعقدة. ويؤدي تدميرها إلى فقدان الموائل وتجزئتها، مما يهدد عددا لا يحصى من الأنواع بالانقراض ويضعف قدرة النظم البيئية على التكيف مع الظروف البيئية المتغيرة.
تغير المناخات المحلية وتعطيل دورات المياه الطبيعية: تنظم الأشجار درجات الحرارة، وتحافظ على الرطوبة، وتؤثر في أنماط هطل الأمطار. كما تؤدي إزالتها إلى تعطيل هذه العمليات مما يؤدي إلى تآكل التربة، وانخفاض الإنتاجية الزراعية، وزيادة التعرض للكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والانهيارات الأرضية.
انخفاض جودة الهواء: تعمل الأشجار كمرشحات طبيعية، حيث تحبس الملوثات والجسيمات. ويؤدي غيابها إلى انخفاض جودة الهواء، مما يؤدي إلى تفاقم مشاكل الجهاز التنفسي ويشكل مخاطر صحية على السكان.

يمتدّ أثر قطع الأشجار في تأجيج أزمة تغيّر المناخ على مستوياتٍ متعددة وبعيدة المدى. لذا، فإنّ إدراك الترابط بين إزالة الغابات وتدهور البيئة أمرٌ جوهري في تعزيز الممارسات المستدامة التي تحافظ على غاباتنا وتخفف من التحديات المتصاعدة التي يفرضها تغيّر المناخ.


المصدر : الشفافية نيوز