في لبنان، تتزايد التوترات السياسية والأمنية، مع تصاعد الأزمات وتهديدات الحرب المحتملة مع إسرائيل. في هذا السياق، ينطلق الحزب التقدمي الاشتراكي في جولة سياسية واسعة، بهدف إيجاد حلول للأزمات المستعصية التي تعصف بالبلاد.


في خضم التوترات المتصاعدة على الجبهة الجنوبية اللبنانية والتهديدات الإسرائيلية المتزايدة، انطلق الحزب التقدمي الاشتراكي بجولة سياسية واسعة تهدف إلى إيجاد قواسم مشتركة بين الأطراف المتعارضة في لبنان، في محاولة لكسر الجمود السياسي الذي يعطل الاستحقاقات، وعلى رأسها انتخاب رئيس للجمهورية.

بدأت الجولة بلقاءات شملت حزب الله وحركة أمل والقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، ويبدو أن الحزب التقدمي عازم على تحقيق نتائج سريعة نظراً لتفاقم الأزمات في البلاد وخطر الحرب المحتمل مع إسرائيل. عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب أكرم شهيب أوضح في حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية أن الهدف من هذه الجولات هو تحريك المياه الراكدة وإيجاد آلية توافقية لانتخاب رئيس للجمهورية.

شهيب أكد أن الحزب يسعى لخلق مساحة مشتركة بين الكتل النيابية للاتفاق على آلية انتخاب رئيس توافقي، مشيراً إلى أن هناك نقاط مشتركة قد تقود إلى هذا التلاقي. وأوضح أن الحوار مع القوات اللبنانية تركز على آلية الحد الأدنى للتفاهم، رغم الخلاف حول دور رئيس مجلس النواب نبيه بري في إدارة الحوار. شهيب شدد على ضرورة استمرار المحاولة لأن مجلس النواب بلا كتلة غالبة يفرض الحوار كخيار أساسي لتذليل العقبات.

وأشار شهيب إلى أن حركة الحزب التقدمي تتماشى مع المساعي الدولية، خصوصاً من دول الخماسية والموفد الفرنسي، مشدداً على أهمية الحركة الداخلية للوصول إلى توافق مشترك، دون التطرق إلى أسماء مرشحين للرئاسة.

فيما يتعلق بالوضع الأمني، تواصل إسرائيل تهديداتها وتحذيراتها بخصوص ضربة محتملة منتصف حزيران، والتي نفاها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. ومع ذلك، أكد رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي استعداد الجيش الإسرائيلي للهجوم. وجاء رد حزب الله عبر نائب الأمين العام نعيم قاسم، الذي أكد أن الحزب لا يسعى لتوسيع الحرب لكنه جاهز لأي تصعيد، مما ينبئ بأيام حامية في المستقبل القريب، خاصة مع احتمال فشل مساعي وقف إطلاق النار.

الخبير الاستراتيجي العميد الركن حسن جوني أشار إلى أن مبادرة بايدن لوقف الحرب تتمتع بفرص جيدة للنجاح لعدة أسباب، منها إطلاق بايدن للمبادرة بشكل مباشر، وقلق نتنياهو من مواجهة مع أهالي الرهائن، والتخبط بين القيادتين السياسية والعسكرية في إسرائيل بشأن اجتياح رفح. جوني أكد أن نجاح المبادرة سينعكس إيجابياً على جبهات أخرى، خاصة لبنان، نظراً للارتباط الوثيق بين الوضع في غزة ولبنان.

وفي حال فشل المفاوضات، يتوقع جوني تصعيداً عسكرياً سريعاً وقاسياً في العمق اللبناني، مستبعداً الاجتياح البري نظراً لإنهاك القوات الإسرائيلية. بالمحصلة، يزداد الخطر على لبنان، ما يجعل التوافق السياسي ضرورة ملحة لتحصين البلاد من المخاطر المتزايدة، وهذا ما يسعى إليه الحزب التقدمي. فشل المبادرة سيعني ضياع فرصة ثمينة لتحصين الساحة الداخلية أمام التحديات القادمة.


المصدر : وكالات