شهدت الحدود بين سوريا ولبنان توتراً متصاعداً عقب ضربات جوية إسرائيلية استهدفت رتلاً من الشاحنات في منطقة القصير، التي يسيطر عليها «حزب الله». وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الغارات أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، مما يزيد من حدة الصراع المستمر بين إسرائيل وحزب الله في هذه المنطقة الاستراتيجية.


أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، يوم الاثنين، بأن ضربات جوية إسرائيلية استهدفت رتل شاحنات قرب منطقة القصير على الحدود بين سوريا ولبنان، وهي منطقة يسيطر «حزب الله» على جانبيها. وأوضح المرصد أن هذه الغارات أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص، من بينهم ثلاثة سوريين، بالإضافة إلى إصابة آخرين. كما أدت الضربات إلى احتراق شاحنات، على بعد مئات الأمتار داخل الأراضي اللبنانية، وفق ما نقلته «وكالة أنباء العالم العربي».

وفي سياق متصل، أفاد مصدر عسكري لوكالة الصحافة الفرنسية بأن ثلاثة عناصر من «حزب الله» اللبناني قُتلوا قبل منتصف ليل الاثنين/الثلاثاء جراء ضربات إسرائيلية استهدفت رتلاً من صهاريج النفط في شمال شرق لبنان. وذكر المصدر أن الضربات استهدفت رتلاً من صهاريج النفط ومبنى في محلة حوش السيد علي في قضاء الهرمل، مما أدى إلى تدميره بالكامل. كما أشار المصدر إلى سقوط ثلاثة جرحى نتيجة لهذه الضربات.

تشير هذه الهجمات إلى تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله، خاصة في المناطق الحدودية بين لبنان وسوريا، حيث يتمتع الحزب بنفوذ كبير. وتمثل هذه الغارات جزءاً من سلسلة من الهجمات التي شنتها إسرائيل على أهداف تابعة لحزب الله وإيران داخل سوريا ولبنان في السنوات الأخيرة. وتعتبر إسرائيل حزب الله تهديداً استراتيجياً على أمنها القومي، نظراً لتسليحه الثقيل ودعمه من إيران.

وقد صرحت إسرائيل مراراً وتكراراً بأنها لن تسمح بتعزيز قدرات حزب الله العسكرية، وتعمل على منع تهريب الأسلحة المتطورة إلى الحزب عبر الحدود السورية. وتأتي هذه الضربات في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، ووسط محاولات متعددة للحد من النفوذ الإيراني في المنطقة.

ومن الجدير بالذكر أن منطقة القصير تعتبر استراتيجية لحزب الله، حيث يستخدمها الحزب كطريق رئيسي لنقل الأسلحة والمعدات من إيران عبر سوريا إلى لبنان. وبالتالي، فإن استهداف هذه المنطقة يشير إلى استمرار الجهود الإسرائيلية لتعطيل خطوط الإمداد الرئيسية للحزب.

وعلى الرغم من هذه الضربات، فإن حزب الله لم يعلن حتى الآن عن رد فعل رسمي، إلا أن التوترات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية ما زالت عالية. وقد تؤدي مثل هذه الهجمات إلى تصعيد أكبر، خاصة في ظل الظروف السياسية المعقدة في المنطقة.

في الختام، تشير هذه الأحداث إلى استمرار النزاع المستمر بين إسرائيل وحزب الله، والذي يمكن أن يتفاقم في أي لحظة نظراً للوضع الحالي في المنطقة. وتظل الأوضاع غير مستقرة، مما يستدعي مراقبة مستمرة للتطورات وتحليلها بعناية لفهم التداعيات المحتملة على الأمن الإقليمي.


المصدر : وكالات