تشهد الجبهة الجنوبية للبنان توتراً غير مسبوق بين احتمالات التصعيد العسكري وفرص التهدئة، وسط تحذيرات دولية متزايدة تدعو إلى ضبط النفس وتجنب الانزلاق إلى حرب شاملة قد تترك تداعيات كارثية على المنطقة بأسرها. في هذا السياق، تأتي زيارات المسؤولين الدوليين إلى بيروت كمؤشر على استمرار الدعم الدولي للبنان، وتعزيزاً لجهود التهدئة المستمرة التي تتزامن مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية والتحركات الدبلوماسية المكثفة لتحقيق استقرار مستدام في المنطقة.


تشهد الجبهة الجنوبية للبنان توتراً متزايداً بين احتمالات التصعيد العسكري والتهدئة، في ظل تزايد "النصائح" من دول شقيقة وصديقة للبنان بضرورة الاستجابة للجهود الدولية الرامية لتجنب حرب شاملة قد تنجم عنها تداعيات خطيرة على المنطقة بأكملها.

في هذا السياق، أفاد مسؤول لبناني بارز لجريدة "الأنباء" بأهمية الزيارات التي قام بها وسيتابعها عدد من المسؤولين الدوليين إلى لبنان، وفي مقدمتهم أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين. وأشار المسؤول إلى أن هذه الزيارات، بغض النظر عن مضمون المحادثات، تساهم في تعزيز التأكيد على أن لبنان لا يزال تحت مظلة الحماية الدولية، وذلك في ظل تصاعد التوتر الإسرائيلي الذي يعبر عنه القادة الإسرائيليون سياسياً وعسكرياً بتهديدات تصعيدية، وصلت إلى حد الحديث عن إمكانية "إعادة لبنان إلى العصر الحجري".

وأوضح المسؤول اللبناني أن هذا السباق المحموم بين احتمال انفجار الوضع على جبهة لبنان وبين الدخول في هدنة يرتب مسؤوليات كبيرة على المجتمع الدولي، الذي يفترض به كبح جماح إسرائيل ومنعها من أخذ المنطقة إلى حرب واسعة. ولفت إلى أن الجهود الحالية تتركز بشكل كبير على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وهو ما قد ينسحب على لبنان أيضاً. وتفيد المعلومات بوجود جهود كبيرة وصامتة تبذل لوضع قرار مجلس الأمن، الذي تبنى خطة الرئيس الأمريكي جو بايدن بمراحلها الثلاث، موضع التنفيذ.

وأفاد المسؤول بأن الخلاف الأساسي في الوقت الراهن يدور حول توقيت مناقشة وقف إطلاق النار المستدام، حيث ترغب الفصائل الفلسطينية، وبالأخص حركة حماس، بمناقشته في المرحلة الأولى من الخطة، بينما تصر إسرائيل على تأجيله إلى المرحلة الثانية أو الثالثة، ما يعكس رغبتها في التنصل لاحقاً من التزاماتها بعدم العودة إلى الحرب.

هذه التطورات تأتي في وقت حساس، حيث يُشهد تزايد في التهديدات الإسرائيلية، التي تهدف إلى ممارسة ضغوطات إضافية على لبنان والفصائل الفلسطينية، وسط محاولات دولية حثيثة للحيلولة دون انفجار الوضع وتحقيق تهدئة مستدامة. ورغم التوترات، فإن المجتمع الدولي يعمل بشكل مكثف وبطرق غير معلنة لضمان تنفيذ خطة بايدن، والتي تتضمن ثلاث مراحل تهدف إلى تحقيق هدنة طويلة الأمد وشاملة.

تتجه الأنظار إلى الزيارات الدبلوماسية رفيعة المستوى إلى لبنان، لما تحمله من دلالات على استمرار الدعم الدولي للبنان ورغبة المجتمع الدولي في تجنيب المنطقة حرباً مدمرة. وتتزامن هذه الجهود مع مساعي دولية لإيجاد حلول سلمية ومستدامة، تضمن حقوق جميع الأطراف وتحقق الاستقرار في المنطقة.

وفي الختام، تبقى الآمال معقودة على نجاح الجهود الدولية في فرض تهدئة شاملة وتجنب المنطقة مزيداً من التصعيد، مع ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في منع إسرائيل من التمادي في تهديداتها، وضمان الالتزام بخطط السلام التي تهدف إلى استقرار المنطقة بشكل مستدام.


المصدر : الأنباء