في عصر يتسم بزيادة الوعي الصحي والحاجة الملحة للوقاية من الأمراض المزمنة، تبرز أهمية التركيز على صحة الأطفال كجزء أساسي من استراتيجيات الرعاية الصحية العامة. من بين هذه الأمراض، يأتي داء السكري في مقدمة الأمراض الخطيرة التي يجب الحذر منها، حيث يمثل ارتفاع مستوى السكر في الدم تحدياً صحياً كبيراً، خاصةً عند الأطفال.


في ضوء التحديات الصحية المتزايدة التي تواجه الأطفال في العالم، تنبهت الدكتورة داريا خايكينا، أخصائية الغدد الصماء، إلى ضرورة الوقاية من السمنة لدى الأطفال بهدف تجنب إصابتهم بالنوع الثاني من داء السكري في المستقبل. داء السكري، والذي يتمثل في ارتفاع مستوى السكر في الدم، يعد مرضا خطيرا يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة عند الأطفال والبالغين على حد سواء.

في حديثها لـ Gazeta.Ru، أوضحت الدكتورة خايكينا أن هناك أنواعا متعددة من داء السكري، إذ يتميز النوع الأول بتطوره عادة في مرحلة الطفولة أو المراهقة، نتيجة لعدم قدرة الجسم على إنتاج الأنسولين. بينما يرتبط النوع الثاني بضعف استجابة الجسم للأنسولين أو عدم إنتاجه بكفاءة كافية، وقد أصبح منتشرا بشكل متزايد حتى بين المراهقين.

وأشارت الدكتورة إلى أعراض داء السكري التي تشمل كثرة التبول، الشعور المستمر بالعطش، زيادة الشهية دون سبب واضح، فقدان غير مبرر للوزن، التعب، وعدم وضوح الرؤية. وأوضحت أن خطورة الإصابة بداء السكري تكمن في المضاعفات الصحية التي قد تنجم عنه، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، التلف العصبي، القصور الكلوي، وسوء الرؤية حتى البتر.

وبالنسبة للوقاية من هذا المرض، نصحت الدكتورة بالتركيز على النمط الغذائي الصحي الذي يتضمن الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات غير الدهنية، مع تقليل استهلاك السكريات والكربوهيدرات البسيطة. كما أكدت على أهمية ممارسة النشاط البدني المنتظم، وتشجيع الأطفال على الرياضة واللعب النشط في الهواء الطلق لمدة لا تقل عن 60 دقيقة يوميا.

وفي ختام حديثها، أوضحت الدكتورة خايكينا أن الوقاية من داء السكري تبدأ منذ الصغر، من خلال تبني عادات صحية مبكرة تساعد في تقليل خطر الإصابة بالمرض في المستقبل.


المصدر : Transparency News