أصدرت إسرائيل أوامر إخلاء جديدة تشمل معظم أحياء مدينة غزة، ما أثار احتجاجات شديدة من الأمم المتحدة. وصفت المنظمة الدولية هذه الأوامر بأنها "مروعة" وغير منطقية، معتبرة أنها فاقمت معاناة عشرات الآلاف من المدنيين الذين اضطروا إلى الفرار مجددًا، وزادت من تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع المحاصر.


في تطور جديد للصراع المستمر في قطاع غزة، أصدرت إسرائيل يوم الاثنين أوامر إخلاء جديدة تشمل معظم أحياء مدينة غزة، مما دفع الأمم المتحدة إلى الاحتجاج بشدة على هذه القرارات يوم الثلاثاء. وصفت المنظمة الدولية أوامر الإخلاء بأنها "مروعة"، مشيرة إلى أن عشرات الآلاف من الأشخاص اضطروا إلى الفرار من منازلهم.

في بيان صادر عن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، تم التأكيد على أن هذه الأوامر غير منطقية وتهدف إلى تهجير المدنيين الذين عانوا من النزوح القسري عدة مرات من قبل. وأوضح المكتب أن هذه الأوامر أجبرت السكان على النزوح إلى مناطق تشهد عمليات عسكرية عنيفة، حيث يسجل فيها حالات قتل وإصابة.

وأضاف البيان: "إن سكان غزة الذين طلب منهم مغادرة وسط المدينة إلى الغرب يوم الاثنين، وجدوا أنفسهم في قلب معارك جديدة عندما كثف الجيش الإسرائيلي ضرباته في جنوب وغرب المدينة، مستهدفا نفس المناطق التي تم توجيه الناس للنزوح إليها". واعتبر المكتب أن هذه الأوضاع تزيد من معاناة السكان المدنيين وتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.

تعبر الأمم المتحدة عن قلقها البالغ حيال تزايد العمليات العسكرية في غزة وتأثيرها الكارثي على السكان المدنيين. وناشدت المنظمة جميع الأطراف احترام القوانين الدولية الإنسانية وحماية المدنيين من النزاع المستمر. كما دعت إلى وقف فوري للعمليات العسكرية والبدء في مفاوضات تهدف إلى تحقيق سلام دائم.

في الوقت ذاته، تواصل منظمات الإغاثة الدولية العمل على تقديم المساعدات الإنسانية للسكان المتضررين. لكن العقبات الأمنية والعمليات العسكرية المتصاعدة تجعل من الصعب توصيل هذه المساعدات بفعالية. وتؤكد التقارير أن الظروف المعيشية في غزة تتدهور بسرعة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والمياه الصالحة للشرب والإمدادات الطبية.

من جانبه، يعكس الموقف الإسرائيلي إصرارا على مواصلة العمليات العسكرية بهدف القضاء على البنية التحتية للجماعات المسلحة في غزة. وقد أكدت السلطات الإسرائيلية أن الإجراءات المتخذة تهدف إلى حماية أمنها القومي وردع الهجمات الصاروخية المستمرة على مدنها.

ورغم ذلك، تواجه إسرائيل انتقادات دولية متزايدة بشأن تأثير عملياتها العسكرية على المدنيين في غزة. ويطالب المجتمع الدولي بضرورة احترام حقوق الإنسان وضمان سلامة السكان المدنيين، ودعوة جميع الأطراف إلى التحلي بضبط النفس والعودة إلى طاولة المفاوضات.

في ظل هذه الأوضاع المتأزمة، تبقى الآمال معلقة على الجهود الدولية لإيجاد حل سلمي للنزاع في غزة، يضمن حماية المدنيين ويعزز الاستقرار في المنطقة. ومع استمرار القتال وتصاعد الأزمات الإنسانية، تتجه الأنظار إلى المجتمع الدولي للضغط من أجل وقف العنف والعمل على تحقيق سلام دائم وشامل.


المصدر : العربية