العهد ومحاولاته في تجنيب لبنان شر الأزمات
04-04-2025 08:25 AM GMT+03:00
لا شك أن العهد الجديد في لبنان قد ورث العديد من الأزمات والاستحقاقات الملحة والسريعة والتي تحمل فيما بين جنباتها الكثير من المعضلات والضغوط الكثيرة والكبيرة، والتي قد تكون إمكانية النجاح في مواجهتها وحلها يكتنفها الكثير من الصعاب، في الوقت التي يواجه العهد ضغوطات إسرائيلية على الارض نتيجة استمرار الاحتلال لمجموعة نقاط في الجنوب وزيادة حدة عملياته العسكرية والتي تطال كافة المناطق اللبنانية بما فيها الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، في وقت يتحضر فيه لبنان لاستقبال الموفدة الامريكية "مورغان اورتيغاز" التي خلفت المبعوث السابق - آموس هوكستين.
إزاء كل ذلك يحاول العهد مواجهة هذه العاصفة من الضغوط العسكرية والسياسية التي تعصف بلبنان محاولاً الوصول إلى مرحلة النجاة والنجاح في تجنيب لبنان تجرع الكأس المرة والمتمثلة في العمليات العسكرية من جديد لما قد تجره على اللبنانيين من ويلات ومآسي .
في هذا الوقت رشحت بعض المعلومات عن إمكانية قيام إسرائيل بعملية عسكرية محدودة سريعة ودقيقة، ويظهر أنها قد حصلت على ضوءٍ اخضر أمريكي قد تلي زيارة "أورتيغاز" الى لبنان والتي تحمل معها ضغوطات سياسية على العهد تحمله المسؤلية فيه نتيجة بعض التلكؤ في تنفيذ تطبيق القرار ١٧٠١، وهنا يسعى العهد على توحيد الموقف السياسي بين الرئاسات الثلاث في استقبالهم للمبعوثة الامريكية في زيارتها للبنان والتي تحددت في الساعات القليلة القادمة.
ولكن السؤال الذي يمكن توجيهه للعهد "ماذا ينفع لبنان والذي يُعتبر الاضعف في المنطقة"، إذا تم توحيد الموقف السياسي في الوقت التي تتجه المنطقة الى إعادة رسم خريطة المنطقة عن جديد والتي تغلي على صفيحٍ ساخن من مضيق هرمز مرورًا بالبحر الأحمر واليمن وصولاً لغزة ولبنان وما يتم تحضيره للمنطقة والتي يتم فيها حشد قوى واساطيل عسكرية وعتاد وطائرات قد تكون مقدمة للعاصفة الكبرى.
هذا الأمر يتطلب من العهد في لبنان في هذا الظرف الحساس الجرأة في اتخاذ القرارات لمواجهة ما ورثه عن الحرب وأزماتها الكُبرى والتي تفوق حجم وقدرة لبنان على مواجهتها في ظل الامكانيات الضئيلة والمحدودة التي يمتلكها نتيحة الأزمات المالية والاقتصادية والسياسية التي تعرض لها ولا زال لليوم.
كل ذلك يتطلب حكمة وجرأة في مواجهة هذه المعضلات للسير بلبنان بين نقاط الحروب التي يعيشها لبنان والاقليم وما يرافقها من توجهات وقرارات صعبة تشهدها الساحة الدولية.
(هذه الآراء الواردة في المقال تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر موقع "Transparency News" )
المصدر : Transparency News