كشفت الاعترافات التي بثتها الجهات الأمنية الأردنية لأعضاء الخلية الإرهابية التي جرى تفكيكها مؤخرًا، عن مخططات خطيرة كانت تهدف إلى المساس بأمن المملكة وإثارة الفوضى والتخريب، عبر تصنيع أسلحة متطورة في الداخل، بدعم خارجي وتنسيق مع جهات خارجية.


يأتي ذلك عقب إعلان دائرة المخابرات العامة إحباط هذه المخططات، حيث ألقت القبض على 16 ضالعا بها التي كانت تتابعها الدائرة بشكل استخباري دقيق منذ 2021.

وبحسب الفيديو الذي نشرته الجهات الأمنية المختصة وحصلت "المملكة" على نسخة عنه، فقد بدأت الخلية التي تضم 3 عناصر رئيسة عملها في عام 2021 بالتخطيط إلى تصنيع صواريخ ومواد متفجرة وحيازة أسلحة ناري وتصنيع طائرات مسيرة، بالإضافة إلى تجنيد وتدريب عناصر داخل المملكة وإخضاعها للتدريب بالخارج.

وفي التفاصيل، بدأ عمل الحلية في مخططاتها بعد ما طرح عليها محرك رئيسي يدعى إبراهيم محمد، فكرة تصنيع الصواريخ في الأردن بشكل غير مشروع.

وإبراهيم هو المتهم الرئيسي ذاته الذي يحاكم أمام محكمة أمن الدولة في قضية نقل وتخزين نحو 30 كغم من مواد TNT)) و(C4) و(Semtex-h) شديدة الانفجار.

زيارة الضالعين إلى لبنان

وذكر الفيديو، أن المتهم إبراهيم رتب لعنصرين من الخلية وهما عبدالله ومعاذ، زيارات إلى لبنان كانت تهدف إلى الربط بالمسؤول التنظيمي في بيروت والتخطيط والتدريب على التنفيذ.

اعترافات الضالعين

وقال المتهم معاذ الغانم، إن ابن عمته عبد الله هشام عرض عليه في منتصف 2021 الذهاب إلى لبنان، وتعرفا هناك على شخص يدعى أبو أحمد (المسؤول التنظيمي)، حيث عرض عليهما فكرة تصنيع هياكل الصواريخ في الأردن.

وبين المتهم عبدالله هشام، أنهم كانوا يأخذونهما بسيارة إلى مخرطة، وهي عبارة عن "كراج" داخل بناية يحتوي على مخارط يدوية يعمل عليها عدد من الفنيين، وقاموا بتدريبهما على ما سيقومان بإنتاجه.

وتدرب المتهمان في لبنان، حيث تعلما على كل ما يلزم، بينما أسندت مهمة نقل الأموال من الخارج لعنصر ثالث.

وقال المتهم محسن الغانم، إن المتهم عبد الله حضر إليه في 2022، وطلب منه نقل أموال من إحدى الدول، حيث نفذ ما طلب منه، ليتبين له أن الشخص الذي سلمه الأموال (20 ألف دولار) يدعى إبراهيم وهو عضو في جماعة الإخوان المسلمين في الأردن.

وتابع محسن أنه بعد ذلك عاد إلى الأردن، حيث قام بتسليم المبلغ المالي (20 ألف دولار) إلى المتهم عبدالله هشام.

"إنشاء مصنع ومستودع"

وأشارت الجهات الأمنية إلى أن الخلية اتخذت من مناطق عدة أماكن لعملها، فأنشأت مصنعا بمحافظة الزرقاء ومستودعا للتخزين في محافظة العاصمة، وبدأت بتوفير ما يلزم من أدوات محلية وأخرى جرى استيرادها من الخارج لغايات غير مشروعة.

وأظهر الفيديو لقطات من ورشة الخراطة في الزرقاء، حيث احتوت على ماكينات خراطة رقمية (CNC) تعمل بالبرامج المحوسبة، قادرة على تشكيل وخراطة القطع المعدنية كافة بدقة عالية وبأبعاد كبيرة، وتصنيع نماذج أسلحة وصواريخ وقذائف وطائرات مسيرة.

"إنتاج الصاروخ"

وأوضح المتهم عبدالله هشام، في اعترافاته، أنه اختار (ماكينتي) خراطة الأولى (CNC) وأخرى يدوية، حيث بدأ إنتاج قطع أو أجزاء من هذا الصاروخ أو هيكل الصاروخ بعد وصول الماكينات.

وأعُد مستودع التخزين لحفظ المواد الخام والنماذج المجهزة ولتجميع أجزاء الصواريخ المبتكرة، التي جرى العمل على إخفائها داخل غرفة سرية لها باب إسمنتي مموه خلفه ساحة كانت مجهزة لإخفاء الصواريخ.

وأضاف المتهم عبدالله هشام، أن المستودع الثاني كان في منطقة النقيرة، هو عبارة عن تسوية مكشوفة وجزء خارجي مكشوف وجزء داخلي فيه باب مموه أو بابان، مشيرا إلى أن الأبواب كانت حديدية مموهة بخرسانة لتظهر أنها مكملة لشكل المبنى.

فرسان الأجهزة الأمنية بالمرصاد

وبينت الأجهزة الأمنية المختصة أنها عثرت على مجموعة من القطع المعدنية أنبوبية ومخروطية الشكل، وقطع بأشكال هندسية مختلفة مخزنة في منازل الضالعين في المخطط، وعند جمع الأجزاء معا تتشكل هياكل صواريخ مبتكرة قصيرة المدى ومستنسخة من الصاروخ (غراد)، وكانت هذه الصواريخ تنتظر المختصين لتزويدها بالمتفجرات ومحركات الدفع والصواعق الاصطدامية من المعدات والأدوات التي تم ضبتها كانت من شأنها أن تنتج قرابة 300 صاروخ مماثل للنموذج الذي جرى العمل على تصنيعه الذي يقدر مداه وفقا للتحليل الفني ما بين 3-5 كم مما يعني تشكيله تهديدا على أهداف داخل المملكة.

لم يكن يعلم أعضاء الخلية أن أنشطتهم تحت رقابة الأجهزة الأمنية، التي عملت بهدوء وبنفس طويل ترصد كل ما يجري حتى اكتمل المشهد لديها.

وحددت ساعة الصفر للخلية بصناعة النموذج الأول من الصاروخ موعدا للقبض على أفرادها، حيث كان فرسان الأجهزة الأمنية لهم بالمرصاد وسيبقون كذلك لكل من يتربص بأمن الوطن شراً.

تحويل الضالعين بالمخططات التخريبية إلى أمن الدولة

أكدت دائرة المخابرات العامة، الثلاثاء، أنها أحالت الضالعين بالمخططات التخريبية إلى محكمة أمن الدولة لاتخاذ المقتضى القانوني.

وقالت دائرة المخابرات، إنها ألقت القبض على 16 ضالعا بقضايا تتعلق بمخططات كانت تهدف إلى المساس بالأمن الوطني، حيث كانت تتابعها بشكل استخباري دقيق منذ عام 2021

وكانت دائرة المخابرات العامة قد أحبطت مخططات كانت تهدف إلى المساس بالأمن الوطني وإثارة الفوضى والتخريب المادي داخل الأردن.

وشملت المخططات قضايا تتمثل بـ: تصنيع صواريخ بأدوات محلية وأخرى جرى استيرادها من الخارج لغايات غير مشروعة، وحيازة مواد متفجرة وأسلحة نارية وإخفاء صاروخ مُجهز للاستخدام، ومشروع لتصنيع طائرات مسيرة، بالإضافة إلى تجنيد وتدريب عناصر داخل المملكة وإخضاعها للتدريب بالخارج.

قال وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني، الثلاثاء، إن ما جرى على الأرض الأردنية والمرتبط بالمخططات المستهدفة للأمن الوطني التي أحبطتها دائرة المخابرات العامة يعتبر تهديدا مباشرا للأمن الوطني الأردني ولسيادة الدولة الأردنية.

وقال المومني برده على اسئلة الصحفيين أثناء إيجاز صحفي في رئاسة الوزراء بخصوص ارتباط المخططات بحادث إقليمي بعينه: "مجرد أن هذه الأحداث حدثت على مدى 4 سنوات فهذا يجعل من الصعب تصديق أنها مرتبطة بحادث إقليمي بعينه".

وأوضح المومني بأنها مرتبطة بمخطط تنظيمي ظلامي لا يرتبط في أحداث بعينها.

وتابع أن الأمر الآخر أن مدى الصواريخ التي من 3-5 كم ويشير بوضوح لاستهداف هذا الظلام للدولة الأردنية والأراضي الأردنية ولسيادة الدولة الأردنية.

"لا نقبل بأي حالة من الأحول أن يكون هناك أي محاولات للمساس بالأمن الوطني الأردني" وفق المومني.

ولدى سؤاله عن الانتماءات السياسية للضالعين بالمخططات أوضح المومني أن هناك انتماءات سياسية للمتهمين، مشيرا إلى أنهم منتسبون لجماعة غير مرخصة ومنحلة بموجب أحكام القانون.


المصدر : almamlakatv