طارق أبوزينب


مرّة جديدة، تثبت الأجهزة الأمنية الأردنية أنها الحصن الذي لا يُخترق، والسدّ الذي يتحطم عليه كل مشروع ظلامي يستهدف استقرار المملكة. في عملية استخبارية استثنائية، تمكّن الأردن من إحباط مؤامرة إرهابية خطيرة حيكت خيوطها في الظلّ على يد قيادات متشددة من تنظيم الإخوان المسلمين، الذي لم يتخلّ يومًا عن أجندته التخريبية، ولا عن سعيه المحموم إلى زرع الفوضى وإشعال الفتن .

هذه القيادات، المتماهية مع مشاريع الخراب التي يتزعمها التنطيم ، سعت إلى استغلال اللحظة الإقليمية المتوترة وتحويل الشارع الأردني إلى ورقة ضغط في بازار المصالح الملوّثة. لم تكن القضية الفلسطينية هدفهم، بل كانت مجرّد قناع يخفون خلفه مشروعهم الحقيقي، كسر هيبة الدولة وتفخيخ الداخل الأردني بخطابات التحريض والكراهية .

منذ السابع من تشرين الأول، تاريخ انطلاق معركة "طوفان الأقصى"، تحوّلت بعض المظاهرات المؤيدة لغزّة إلى منصّات خطاب عدائي، تغذّيه أطراف معروفة الارتباط بتنظيم الإخوان وبالميليشيات التي تعبث بأمن الإقليم. ولم يكن ذلك صدفة، بل محاولة مدروسة لجرّ الأردن إلى أتون الفوضى، بدفع من قيادات إخوانية بايعت مشروع الانهيار، وتنازلت عن ولائها للوطن لصالح أجندات مشبوهة .

لكن الردّ الأردني جاء حاسمًا وقاطعًا: لا تساهل مع كل من يتجاوز الخطوط الحمراء، ولا مكان بيننا لمن يريد أن يختطف استقرارنا لمصلحة أجندات عابرة للحدود. الأردن ليس ساحة عبور ولا ساحة اشتباك، بل دولة ذات سيادة ومؤسسات، تضع أمن مواطنيها فوق كل اعتبار .

 

الأردن في مواجهة مؤامرة متعددة الوجوه

بكل حزم ووضوح، تكشف المعلومات التي حصلنا عليها من مصدر أردني رفيع عن خيوط مؤامرة بالغة الخطورة، كانت تُنسَج ضد أمن المملكة الأردنية واستقرارها. لم يكن المخطط الإرهابي مجرد فكرة عابرة أو ردة فعل عشوائية، بل هو نتاج تحضير طويل وتنسيق محكم تقوده شخصيات مرتبطة بالتنظيم الدولي وقيادات متشددة تحمل فكراً تكفيرياً، تسعى لزعزعة الأردن وتحويله إلى منصة لتنفيذ أجندات خارجة عن السيادة الوطنية، سواء عبر استخدام أراضيه كمعبر للعمليات العسكرية، أو بدفعه نحو صدام مباشر على حدوده .

المصدر نفسه شدد على أن أجهزة الدولة نجحت، قبل أسابيع قليلة، في توجيه ضربة استباقية لمنظومة إرهابية كانت تتغلغل داخل الجامعات، متستّرة خلف أنشطة ثقافية واجتماعية ظاهرها برّاق وباطنها تخريبي. التحقيقات الأمنية أظهرت أن هؤلاء لم يكونوا سوى أدوات في يد جماعة الإخوان المسلمين غير المرخصة، يعملون وفق أجندة مرسومة تستهدف بنية الدولة ومؤسساتها الحيوية، في إطار مشروع أكبر لتفجير الداخل الأردني من بوابات التعليم والتعبئة الفكرية .

ما حدث لم يكن مجرد محاولة إرهابية فاشلة، بل إنذار صريح بأن المملكة في قلب الاستهداف، وأن أعداءها يتحركون بخبث داخل النسيج الاجتماعي والمؤسساتي.

هم لا يكتفون بالتحريض من بعيد، بل يسعون إلى تفخيخ الداخل بزرع الخلايا وتغذية الفوضى. لكن الرد الأردني جاء كما يجب أن يكون: حاسمًا، حازمًا، ولن يتغير.